آراء وأعمدة

«النهش» الديموقراطي والوحدة الترابية!!!

طه بلحاج الاحد 15 نوفمبر 2020
MAPPH_20201114_0000_MAP_map
MAPPH_20201114_0000_MAP_map

AHDATH.INFO- محمد أبويهدة

في الوقت الذي اصطف فيه الشعب المغربي وكل القوى الحية والوطنية لدعم الوحدة الترابية للمملكة والإعلان عن الانخراط في الدفاع عن مغربية الصحراء والإشادة بالتدخل العسكري السلمي لقواتنا المسلحة الملكية التي أبدت استعدادا لا مثيل له للتضحية بأرواحها فداء للوطن، خرجت أصوات نشاز لتنهش في اللحمة الوطنية التي وثقها التضامن دفاعا عن الصحراء المغربية.

وقد كنا نعتقد أن البوليساريو وحدها من تحولت إلى أضحوكة ونكتة تروى على ألسن المواطنين المغاربة بعد التدخل العسكري بالكركرات، غير أن بيان ما يسمى بـ«النهج الديموقراطي» أبى إلا أن يلتحق بركب من سخر منهم الشعب المغربي بعد أن دبج بيانا غريبا يشبه طبخة «خردولة» من حيث الخليط العجيب فهو تارة يسخط على الدولة بدعوى تدبيرها لأزمة كوفيد ويشكك في اللقاح وفي رحلة مكوكية بلا تذاكر يسافر إلى أمريكا ليعتبر نتيجة انتاخباتها هي بمثابة «وصول الديمقراطية البرجوازية إلى مستوى غير مسبوق من الإفلاس والانحطاط الأخلاقي... الشيء يعكس تعمق التناقضات بين مكونات البرجوازية المسيطرة في الولايات المتحدة» (كذا...!).

غير أن ثالثة الأتافي هي عودته على نفس المكوك من أمريكا بايدن وترامب إلى صحرائنا المغربية ليستنكر على المغرب دفاعه عن ترابه منافحا عن البوليساريو بلغة الانفصاليين داعيا إلى التدخل لضمان حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره!!

بل أكثر من ذلك يذهب «النهش» الديموقراطي بعيدا عندما يعتبر أن التدخل السلمي لقواتنا المسلحة الملكية بمثابة «اندلاع الصراع بموقع الكركرات بالصحراء الغربية وما يشكله ذلك من خطورة على السلم والأمن في المنطقة وعلى شعوبها»!!!

للإشارة البيان المذكور صدر في دورة الكتابة الوطنية للنهج الديموقراطي التي أطلق عليها دورة «الوفاء للشهداء»، ولعل مدبجو البيان يدركون جيدا أن الصحراء المغربية مازالت حبات رملها تحتفظ بدماء الشهداء المغاربة الحقيقيين الذين لبوا نداء الواجب دفاعا عن وحدة التراب الوطني، ومضمون البيان يحمل بين طياته خيانة للأمانة التي حملها هؤلاء الشهداء.