ثقافة وفن

من يكتب اعترافات الجزائر المتأخرة حول الصحراء؟!!

عبد الكبير اخشيشن الخميس 26 نوفمبر 2020
TEBBOUNE_123696375
TEBBOUNE_123696375

Ahdath.info

عشرات القرارات الأممية، ومئات النداءات المغربية ، وسيل من الدعوات الإفريقبة وتصريحات نارية من قادة سياسيين جزائريين شرفاء لسل يد الجار الشرقي من نار الصحراء، لكن لا حياة لمن تنادي في جوف نظام امتلأ حقدا وربى عاقين لوطنهم لعقود وزرع في دواخلهم خليطا من الأوهام مرشوش ببهارات ايديلوجية تقادم ذوقها وتأثيرها.

الإعلام الجزائري الذي تحرسه قبعة الجيش والمخابرات ، ذأب على تجديد ولاء المؤسسة الإعلامية بهذا البلد، رسمية ومقربة ومفبركة، لجعل الخط الأحمر الوحيد للسماح بتأسيس مؤسسة إعلا مية كيفما كان جنسها او لونها، هو قضية الصحراء التي لا يسمح بأي محبرة أن تخط ما تراه مناسبا.

وهي حقيقة عبر لنا عنها مجموعة من الصحافيبن الجزائريين الذين تسامرنا معهم في لقاءات قارية ودولية.

سياق كل هذا التقديم، هو السرعة والكثافة القويتين اللتان تتحرك بها علبة النظام في غياب الرئيس المعين من قبل العصابة التي تريد رسم صورة عدائية للمغرب، وتسابق الزمن لنقشها، عل وعسى تشكل رأيا عاما منخذعا ومنقاذا لبلع جبال من الأكاذيب حول الواقع الميداني في الصحراء ، بعد أن حسم المغرب اللعبة في الكركرات ب"ضربة معلم" حشرت نظام العسكر الجزائري في الزاوية الأكثر ضيقا منذ أن اختار زرع الحصى الشهيرة في نعال المغرب منذ مايزيد عن الأربعة عقود.

لكن السؤال الأكثر ملحاحية في ظل خروج كم هائل من المواد الإعلامية المستندة لمصادر الجيش في الجزائر، هو من يكتب الاعترافات المتأخرة للنظام الجزائري حول قضية الصحراء؟

فتحت عنوان مثير خرجت صحيفة "الشروق" الجزائرية لتوجه كل أضوائها لموقف ظل بعيش تحت الأقنعة، لتقول :"الصحراويون يئسوا من الحل السلمي.. ولا تسوية من دون الجزائر".

وزيادة في التفصيل الضروري لهذه المقدمة المفاجئة، تقول "الشروق" :"كشفت مصادر مطلعة أنّ التطورات الأخيرة التي فرضها النظام المغربي بالتدخل العسكري في منطقة الكركرات، جعلت الجزائر تضبط مقاربتها الجديدة تجاه القضية الصحراوية، باعتبارها تمثل من الآن فصاعدا قضية سياديّة تتعلق أساسا بالعمق الأمني الاستراتيجي لإقليمها الوطني، ولم تعد مقتصرة على كونها مسألة مبدئية ترتبط بتقرير المصير، وفق ثوابتها الخارجية في دعم قضايا التحرر العادلة عبر العالم منذ اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر".

هكذا إذا يكتب العسكر الجژائري الموقف الحقيقي للنظام الذي قال عنه ساسة وقادة وثوار داخل الجزائر، أنه ظل يصنعه ضدا على إرادة الجزائريين الذين انتفضوا لشهور قياسية أسقطت عهد بوتفليقة، لكنها لم تفلح في اقتلاع الصناع الفعليين لهذا النظام، وبقفزة اضطرارية خرج ليعترف بكل الفضيحة المجلجلة، أن ما ظلت الجزائر تسوقه إعلاميا بكونها محايدة في قضية الصحراء ، وأن ورطتها الوحيدة هي عقدة "مبدإ نصرة الشعوب المكافحة لنيل الاستقلال"، ليس سوى كذبة لا مفر من التخلص منها تحت ضربات استراتجية تمت كتابتها بالكركرات.

المصدر السامي التي استندت عليه صحيفة "الشروق" لإخراج هذا الإعتراف المزلزل زاد شارحا بعد ان تخلص من أكذوبة "الجمهورية الوهمية" :"إنّ مؤسسات الدولة الجزائرية، المدنية منها والأمنية، تتعامل حاليا مع المشهد الصحراوي، ليس من منطلق السعي لتصفية آخر استعمار في المنطقة فقط، بل وفق مقاربة صيانة مصالحها العليا وحماية أمنها الإقليمي من تصرفات المخزن في المنطقة، وبالأراضي الصحراوية المحتلة تحديدا، بعد ما تجرّأ على انتهاك الشرعية الدولية وخررق اتفاق وقف إطلاق النار، بتواطؤ إماراتي وصهيوني وفرنسي".

الذي يكتب هذه الإعترافات المتأخرة ظل لعقود خلف الستارة ومنح دور تمثيل الموقف الجزائري المقنع لدبلوماسية جعلت سبب وجودها وعلته هو هذه القضية، إنه هو الذي يدير كل شيء في الجار الشرقي، وهي الحقيقة التي صدحت بها حناجر الملايبن من الحراك الشعبي الجزائري حتى أخمدت بقبضة حديدية واعتقالات لكل الأصوات التي صرخت في وجه العسكر، نظير المناضلة لويزة حنون.

لقد خرجت كل هذه الحقائق والإعترافات من سلة ما أسمته صحبفة "الشروق" الجزائرية، المصادر السامية وهي بالتأكيد ليست منسوبة لا لصبري بوقادوم ولا للرئيس تبون, بل خرج جوف النظام ، ليعلن للعالم أن قضية الصحراء مشكلة مغربية /جزائرية، وأن كل سنين الكذب على المنتظم الدولي عراها اصطفاف عربي إسلامي واضح لصالح المغرب، وفك حبستها التفاف دولي لمباركة التدخل المغربي بالكركرات، والذي ختم على وثيقة وفاة النفاق الجزائري.