بوابة الصحراء

الشعب المغربي يقول : المغرب أولا...المغرب أخيرا !

بنعبد الله المغربي الاثنين 14 ديسمبر 2020
rabat
rabat

AHDATH.INFO

دعونا نتفق على مسألة مهمة، بل هي الأهمية ذاتها بالنسبة لنا نحن الشعب المغربي: هذه المسألة هي أن المغرب هو الأول بالنسبة لنا، وهو الأخير.

المغرب هو الأسبقية، وهو الأولوية وهو المقدم على ماعداه ومن عداه من الأشياء والأشخاص والبلدان.

المغرب أولا، المغرب أخيرا. هذا هو الشعب المغربي وهذا هو اقتناعه الأول والأساسي.

مصلحة بلدنا تعني لنا كل شيء، وإذ نتضامن مع هذا الشعب أو مع ذاك لأسباب عدة، فيها الإنساني وفيها العاطفي وفيها الديني وفيها القومي، نعرف دوما وأبدا أن الأحق بالتضامن من الجميع هو المغرب، وأن القضية الأولى التي تعني لنا كل شيء قبل وبعد  كل شيء هي قضية المغرب أو لنقل قضايا المغرب، وبعدها نشرع في التفكير في بقية التفاصيل وبقية الأشياء.

طبعا معنا ومن بيننا من لا تعني له حكاية الوطن هاته الشيء الكثير، وإن لم يكن قادرا على قولها علانية.

فينا من يحلم بأمة الإسلام، وفينا من يحلم بأمة العروبة، وفينا من يحلم بأمم أخرى.

نحن لا نستكثر على هؤلاء القوم هاته الأحلام أو الكوابيس. الرؤيا أو النظر في المنام أو الحلم حق مشروع من حقوق الإنسان تكفله كل المواثيق المستيقظة والنائمة.

فقط نطالب بالمقابل ألا يستكثر علينا من يحيون معنا بأجسادهم، ويحيون مع الآخرين بأفكارهم وعقولهم وآمالهم، أن يكون حلمنا الأولى في اليقظة والمنام هو المغرب.

فقط نطالب ألا يستكثر علينا القوم الحالمون، أصحاب الرؤى والكوابيس، أن يكون المغرب هدفنا الأول والأخير.

فقط نطالب باحترام إيماننا ألا تعني لنا البلدان الأخرى شيئا أمام المغرب العظيم، وأمام مصلحة المغرب العظيم.

نحترم حق الاختلاف، بل ونحترم حتى حق التبعية للآخر لمن أراد أن يكون تابعا، ونطالب بالمقابل أن يحترم التابعون، وتابعو التابعين حقنا في ألا نتبع إلا بلدنا، وطننا، مهدنا الأول، ومرقدنا الأخير، المكان الذي صنعنا، والذي نتنفس فيه الهواء المؤسس لكل مسامنا، البلاد التي تحتضننا باختلاف أعراقنا ودياناتنا وأماكن نسبتنا وبقية الأشياء، والتي تصهرنا في حبها، والتي تطلق على فسيفسائنا هذا الذي يكوننا إسم المغرب، والتي تسمينا المغاربة.

فقط لا غير. نطالب الصارخين بالشعارات ممن أضاعوا فلسطين أن يمنحونا حق الدفاع عن أنفسنا هاته المرة لئلا تضيع شعاراتهم المغرب - لا قدر الله - مثلما أضاع غباؤهم الشهير فلسطين وأضاع بلدانا أخرى كثيرة غير فلسطين.

فقط لاغير أيها الصارخون، فهل سيمنحون الشعب المغربي هاته الفرصة ياترى؟ علما أن هذا الشعب لن ينتظر منهم الإذن في هاته، لأنه مؤمن أن المغرب أولا وأن المغرب أخيرا هو الشعار الأصدق، وأن غيره من ترهات الصراخ كذب ونفاق وتمثيل وضحك على الذقون.