الصحراء

«محمد بصيري.. القصة الكاملة».. وثائقي ميدي آن تيفي يدحض أكاذيب البوليساريو في تزوير تاريخ الصحراء

سعيد نافع الجمعة 18 ديسمبر 2020
1
1

AHDATH.INFO

حكاية محمد بصير المعروف بـ«بصيري» تكشف الكثير من الحقائق التاريخية حول الدور الوطني لهذه الشخصية في التفاعل مع احتلال الصحراء المغربية من طرف اسبانيا، وتدحض التزوير الذي دأب خصوم الوطن على تمريره للعالم على امتداد السنوات الطويلة لنزاع الصحراء المفتعل.

قناة ميدي آن تيفي تقدم هذا المساء وثائقيا مكتمل الشروط والأركان، مبني على وثائق ومعطيات تاريخية صحيحة قضى فريق العمل أكثر من ثلاثة أشهر في إعداده، اعتمادا على مصادر مغربية وإسبانية وفرنسية (بينها صور من أرشيف التلفزيون الإسباني)، من إعداد سمية الدغوغي وتوضيب طارق ليحمدي وإخراج الشاب المتميز هشام عبد الرحيم. عمل تلفزيوني متميز يسلط الضوء على ذاكرة مغربية في الصحراء تكاد تكون منسية، وتؤكد أن النضال من أجل مغربية الصحراء كانت شأنا يوميا في الجنوب المغربي، قاده شباب آمنوا بقضية وطنهم في سياق اجتماعي وسياسي صعب للغاية قبل بروز شيء اسمه البوليساريو بسنوات طويلة. في قلب الوثائقي سيرة حياة محمد بصيري، ودوره في تأطير الشباب المغربي في الصحراء ضد الاحتلال الإسباني، من خلال الحدث الأبرز: انتفاضة 17 يونيو 1970 واختفاء محمد بصيري إلى الأبد.

الوثائقي يعود إلى الوثائق والمعطيات التي توجد بحوزة عائلة الفقيد بصيري بمنطقة بني عياط ببني ملال التي ينحدر منها. وثائقي ميدي آن تيفي جاء للتفصيل فيما تذهب إليه البوليساريو التي تحاول جاهدة تزوير نقطة البداية في استرجاع الصحراء والتي التي كانت خالصة لله والوطن، قادها زعيم وطني يدعى محمد بصيري، كما يتعرض في سياقات معقدة لملابسات اختطافه كجزء من وأد الصوت الوطني، حين كانت إسبانيا تحرك داخل الصحراء خدامها لخنق كل نداء تحرر وطني. في تلك الفترة محمد بصير كان حديث الإقامة في الصحراء، فقد أتى من وسط المغرب من زاوية بني عياط المتواجدة بإقليم أزيلال قرب بني ملال، وكانت لديه إقامة مؤقتة بالصحراء، لذلك كانت مهمة التواصل مع الإسبان توكل للمواطنين المحليين، لكنه كان على اتصال مباشر بالأعيان كالسيد خطري الجماني، بشري حيدار، ومجموعة من الأعيان الآخرين.

قبل الحدث الأبرز، انتفاضة العيون يوم 17 يونيو سنة 1970 التي تعتبر أول فعل وطني في الصحراء المغربية، أسس محمد بصير الحركة الطليعية في الصحراء واستطاع نتيجة لما يتمتع به من أخلاق وقيم ومستوى فكرعال وقدراته على الإقناع وأيضا شخصيته الجذابة من تأطير الشباب، وتمكن من جمع أكثر من 16 ألف مناضل ضمت رجالا ونساء تتوزع في فروع في السمارة، اجديرية، المحبس، أوسرد، الداخلة، العيون، الدورة، الحكونية ...وغيرها. كانت حركة سرية، وكانت تتشكل من خلايا عديدة، وكل خلية تضم 11 شخصا، ولكن عندما اكتشفت الحركة من طرف الإسبان، قامت إسبانيا بتنظيم مهرجان للساكنة للتأكيد على تبعيتها لإسبانيا كولاية رقم 53 أو مقاطعة رقم 53، فاضطرت الحركة القيام بمبادرة موازية، وقدمت مذكرة مكتوبة للحاكم العام الاسباني: "بيريز دليما"، ركزت فيها على عدة مطالب من بينها: المساواة في الحقوق، تدريس اللغة، وتهييئهم لتسيير شؤونهم بأنفسهم. الخطاب كان موحدا، ويركز على إقناع الحاكم الإسباني أو الحكومة الإسبانية على الاستجابة لمطالب الساكنة، وكان الرهان على أنه في حالة الرفض الاسباني، فإن الناس ستضطر إلى نهج أسلوب آخر  للتعامل مع الإسبان.