ثقافة وفن

البيضاء تغرق في بضع دقائق من الأمطار.. فضيحة حزب أغرق المدينة

عبد الكبير اخشيشن الخميس 07 يناير 2021
DSC_3270
DSC_3270

Ahdath.info

منذ أن صعد حزب العدالة والتنمية بالدار البيضاء للروض الأول في العمل الجماعي ، كان نائب العمدة الحالي مصطفى الحيا مكلفا في كل دورة لمجلس المدينة بقراءة الفاتحة على ما تيسر من الموتى الذين يحظون بالتفاتة المجلس قبل الشروع في لعبة تمرير القرارات بالطريقة الشهيرة، والتي تبدأ بحروب المداخلات وتنتهي بغزوات المرائد الليلية، ليتم التصويت الايجابي على كل نقط جدول الأعمال.

ظل حزب العدالة والتنمية مستقرا في إبط العمدة محمد ساجد، يشارك عمليا في التسيير ، لكنه لا يظهر له أثر في تحمل المسؤولية، وكان انتقاد الحزب الوحيد حينها على سقطة استغلال نائب العمدة الحالي، المسؤول عن غرق الدار البيضاء، لمشتل الأغراس لتربية النحل، واعتبر ذلك استغلالا لمقدرات الجماعة، وحينها صرخ أحد ظرفاء المجلس قائلا "راه منين يعرفوا لقوالب غايرجعو أساتذة”.

مناسبة هذا التذكر هي ليلة أمس التي فتحت أعين البيضاويين على حقيقتهم، وتسمر كل واحد يجادل دينيا في الحديث القائل "كما تكونوا يولى عليكم"، ووضعيا انتصب مونتسكيو يحاسبنا جميعا ،ومن دون سند ضعيف ،على اختيارنا لمن يحكم هذه المدينة المتروبولية، التي تحولت إلى شوهة من ملعب محمد الخامس إلى أحياء حي السدري الغريقة، والتي ضرب فيها نائب عمدة البيضاء والمسؤول عن التجهيز، رقما قياسيا في انتظار معجزة تصريف مياه الأمطار، والتي لا زالت حقيقتها في سراديب من اختاروا المشروع والتنفيذ والرقابة.

غرقت جل أحياء المدينة التي يسيرها حزب كانت حملته الانتخابية كلها تنديد بالوضع الذي تعيشه المدينة، في الوقت الذي كان الحزب يساهم في تسييرها خلال تجارب مجلس المدينة دون أن يقدم الحساب، واليوم الذي سمحت له رياح تقلب السياسة، أن يكتسح جل مقاطعاتها اختار بيع المدينة لشركات ينتقدها في العلن ، ويربط يدها بيده ليسقي البيضاويين جرعات متفرقة من المرارة تحطم أعصابهم كل يوم.

في مجال النقل يعيش البيضاويون جحيما يوميا في التنقل، وقصة الحافلات المؤقتة التي تجوب أحياء الدار البيضاء ،تحمل تعسفا قاتلا في التدبير لا زالت ملفاته في حاجة للنبش، لفهم اختيارات تبذير المال العام على اختيارات مرتجلة لا تحل معاناة البيضاويين مع تنقلاتهم الجحيمية.

ولم يفلح الحزب المسير للمدينة في إسعاد البيضاويين في طرد القبح اليومي لحاويات الأزبال المنتشرة في كل مكان، وفي كل مرة يعيش البيضاويون قصة فسخ العقد لزواجات لا تستمر طويلا، الخاسر الأكبر فيها هو مقدرات الجماعة المالية، فالشركات التي تناوبت على نظافة المدينة تنجح في كل مرة في لهف الملايين لتشرع أخرى في إعادة نفس القصة ، ولذلك تبدأ العملية ببهرجة تنظيف سرعان ما تنتهي بجبال من الأزبال تحتاج لانتحار موالي لستر الفضيحة.

اجتمعت الأزبال والأتربة التي حملتها مياه الأمطار من آلاف النقط السوداء، وتحالفت مع جزر الترقيع المفتوحة في جسد المدينة الجريح، لتغرق أحياء كثيرة بالمدينة، إذ خسر مواطنون ممتلكاتهم التي غمرتها المياه، ولم يعد جل البيضاويين ينعمون برؤية مسؤولين كانوا يصلون معهم خمسة أوقات خلال مغازلة افتكاك الأصوات، بعد أن غيروا "المركد" نحو فيلات وإقامات لا تصلها مياه الأمطار ولا صيحات القهر لأسر باتت في العراء بعد أن حملت مياه الأمطار كل ما لديها.

انتبه البيضاويون ليلة أمس وهم على مشارف استحقاق انتخابي أن هم جل مسؤولي مقاطعات البيضاء، انصب طيلة هذه الفترة على تفريخ الجمعيات في كل المجالات من الرياضة إلى جمعيات لهف أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الهدف الوحيد لإجازة استفادة الجمعية من أموال الدعم ، هو ضمان أتباع يكونون في موعد الانتخابات، فيما تم بيع شؤون المدينة لشركات أعفت الحزب من مسؤولية الفضائح سواء كان سببها المطر أو الحجر أو البشر.