ثقافة وفن

مناقشة ثاني أطروحة في التاريخ الجهوي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال

الكبيرة ثعبان الاحد 17 يناير 2021
e3dddb61-e5c1-4a3b-b40e-bd8a9739eef5
e3dddb61-e5c1-4a3b-b40e-bd8a9739eef5

Ahdath.info

 

جرى بقاعة المحاضرات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال ، التابعة لجامعة السلطان مولاي سليمان يوم السبت 8 يناير الجاري مناقشة ثانية أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ الجهوي لجهة بني ملال خنيفرة للباحث سعيد أنزي، حول موضوع :تحقيق ودراسة مخطوط:"لباب اللباب في معاملة الملك الوهاب" لأحمد بن أبي القاسم الصومعي.

و تشكلت لجنة المناقشة من الأساتذة :عبدالمجيد بهيني: رئيسا ، سعاد بلحسين: مشرفة ومقررة، سعيد شبار: عضوا و عبد القادر أيت الغازي: عضوا

وتمت الإشارة خلال العرض إلى أن هذه الأطروحة أتت كثمرة من ثمار مختبر مركز الدراسات في الدكتوراه تكوين التاريخ والتراث الجهوي، الذي دأب الساهرين عليه منذ سنة 2005 و2006م على الإهتمام بالموروث الثقافي المحلي، ونفض الغبار عليه واستنطاقه والتعريف به ونشره، خاصة وأن بلاد تادلا عرفت توافد العديد من الفقهاء والمتصوفة والعلماء خلال قرون 16 و17 و18م، نظرا لتوفرها على شروط الراحة والإستقرار حتى أن العبدوني صاحب "يتيمة العقود الوسطى" والذي عاش خلال القران 18 م شَبَّه هؤلاء الوافدين بالإبل التي تفر إلى بلاد الماء والكلأ.

وأضاف ، أن هذه الطبقة العالمة التي أنتجت وألفت العديد من المصنفات وتركتها حبيسة الخزانات الخاصة والعامة، إلى حين ظهور ماستر التاريخ والتراث الجهوي الذي حمل مشعل التعريف بهذه الكنوز وإخراجها للعلن، في حلة تتيح للقارئ والباحث تحقيقها ودراستها والنهل من محتوياتها، وتمكين الباحث والدارس منها. حيث تم اقتحام هذا العالم المحفوف بالمخاطر والصعاب، بفضل ثلة من جهابذة الأساتذة على رأسهم الدكتورة سعاد بلحسين، منسقة مسلك ماستر التراث والتاريخ الجهوي، والدكتور محمد العاملي، والدكتور الحسن بودرقة والدكتور الزبير بوحجار و الدكتور عبد القادر أيت الغازي والدكتور محمد حواش ... وغيرهم من الفطاحل.

وفي هذا الإطار، يتابع المصدر موضحا ، يأتي تحقيق ودراسة مخطوط نفيس لأحد أعلام ورجالات التصوف بالقطر التادلي، والذي عاش خلال القرن 10ه/16م، والذي يحمل عنوان:"لباب اللباب في معاملة الملك الوهاب"، وهو كتاب في التصوف والزهد والأخلاق، يكشف عن مقومات وأسس مرحلة من مراحل تطور الفكر الصوفي بالمغرب، من خلال زاوية الصومعة، ويعتبر من المؤلفات المخطوطة التي تحظى بمكانة مرموقة لدى الباحثين والمهتمين، وأهمية خاصة على مستوى المعطيات التاريخية والعلمية.

وفي ذات السياق تقدم الباحث سعيد أنزي بتلاوة تقرير مفصل حول العمل، مفتتحا كلامه بتوجيه خالص الشكر والامتنان للأستاذة سعاد بلحسين المشرفة على البحث، على دعمها ونصحها وتوجيهاتها وملاحظاتها وإرشاداتها طيلة مدة إنجاز العمل الذي أخد منه فترة من الزمن. كما تقدم بالشكر لكل أساتذة مادة التاريخ بالكلية على دعمهم المتواصل، دون أن ينسى شكره الخاص لشيوخ وأحفاد ومريدي زاوية الصومعة على تشجيعهم وتعاونهم لإخراج هذا العمل للوجود، ليستفيد منه البحث العلمي والباحثين في مجال التصوف، في إطار علمي أكاديمي.

وبعد ذلك تطرف الباحث في تقريره إلى الأسباب التي دفعته لاختيار الموضوع والتي كانت من أهمها قلة البحوت التي تهتم بالفكر الصوفي الجهوي ورغبته الجامحة في إضاءة الجوانب المغمورة من التاريخ الجهوي ...

ثم تناول أهم الصعوبات التي واجهته، وخطة العمل التي سلكها في معالجة الموضوع . وختم الباحث تقريره بالتطرق إلى أهم الخلاصات والاستنتاجات والتي كانت أهمها : إن الكتاب يعطي صورة واضحة عن التصوف السني المغربي، الذي يعتبر من ثوابت الدولة المغربية، تماشيا مع العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي ،الكتاب يعتبر من الجوامع المهمة في التعريف بالحركة الصوفية بالقطر التادلي وما تنطوي عليه من حقائق ومعارف ،جمع المؤلف في هذا الكتاب مادة علمية متنوعة ومجالات معرفية متعددة ومختلفة كالفقه والحديث والتفسير والزهد والمناقب .

الكتاب يعتبر مصدرا مهما للباحثين في التاريخ الجهوي لمنطقة تادلا، لإحتوائه على جملة من الأحداث والوقائع والأخبار التي يمكن أن تكشف عن الحياة الإقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية بتادلا.

وعقب تلاوة الباحث لتقريره امام أعضاء لجنة المناقشة والحضور ضمنهم عميد الكلية وأساتذة مادة التاريخ وطلبة الدكتوراه والماستر وعائلة الباحث وأصدقائه الذين حظروا المناقشة محترمين كل التدابير الاحترازية للحالة الطوارئ المعمول بها للحد من انتشار واء كورونا ، تناول أعضاء اللجنة العلمية الكلمة، حيث أبدوا مجموعة من الملاحظات من حيث الشكل والمضمون، لتختلي بنفسها بقاعة خاصة، حيث قررت اللجنة بعد المداولة قبول الأطروحة شكلا، وفي الموضوع منح الطالب الباحث درجة الدكتوراه بميزة مشرف جدا مع التوصية بالنشر، بعد إخضاع الأطروحة للتنقيح والتقويم والتصويب.