مجتمع

من التنذر إلى المعاناة .. إغلاق الحمامات يسائل العثماني بعد مخاطر السخانات

سكينة بنزين الخميس 28 يناير 2021
حمام
حمام

AHDATH.INFO

تحول مطلب فتح الحمامات الذي اتخذه البعض من باب التنذر، إلى مشكل حقيقي يؤرق بال المشتغلين بقطاع الحمامات التقليدية والزبناء على حد سواء، وهو ما ترجمته العديد من الوقفات الاحتجاجية التي نظمها العاملون بالحمامات بكل من سطات، والدار البيضاء في أكتوبر 2020، وتكررت خلال الأسابيع الماضية من السنة الجديدة.

تختلف المبررات والمطلب واحد، فتح الحمامات في وجه العاملين بها الذين يشكلون واحدة من أكثر الفئات تضررا على غرار المشتغلين بالقطاعات الغير مهيكلة، حيث تجني مئات السيدات "الطيابات" قوت يومهن داخل فضاءات الحمام، إلى جانب وظائف أخرى بسيطة يشغلها الرجال كما النساء في هذا القطاع الذي أصيب بالشلل الكلي.

وفي الجهة المقابلة يتوالى تذمر الفئات الفقيرة على وجه الخصوص، والتي وجدت نفسها في مواجهة ظروف قاسية خلال خوض "مغامرة الاستحمام" في ظل أجواء باردة داخل مساكن تفتقد أبسط الشروط، حيث تضطر الأسر إلى الاستحمام داخل المرحاض بالتناوب، باستعمال الفحم أو الغاز، وما يشكله الخيارين من خطر على صحة المعنيين.

ما زاد من حدة الانتقادات معاينة الكثير من قاعات "السبا" الفاخرة أو المتوسطة فتح أبوابها لزبنائها، في الوقت الذي كان هناك تشدد في إغلاق الحمامات التقليدية، مما دفع البعض للشعور ب"الحكرة" وحالة من الاستياء التي لم تخف حدتها حتى بعد إعلان الإغلاق الشامل لكل حمامات المملكة بدون استثناء، بانتظار تحسن الوضعية الوبائية وفقا للقرار الصادر أمس الاربعاء 27 يناير.

ولم يتردد عدد من المغاربة في ترك تدوينات تنتقد تعليل القرار بكونه "حماية لصحة المواطنين"، حيث كتب أحدهم " فحال هاد القرارات بالنسبة لينا حنا الناس اللي كنسكنو 6 في قفص فيه غير مرحاض واحد، كيعني حاجة وحدة، يا إما نعومو ونمرضو بشي مرض كثر من كورونا، يا إما نتوسخو حتى يبان فينا شي مرض .. يعني في النهاية مراض مراض"!!

وفي فاس اختار فريق التجمع الدستوري حمل معاناة إغلاق الحمامات لرئيس الحكومة، واصفا أن قطاع الحمامات التقليدية بالمدينة يعيش على حافة الانهيار وتشريد العديد من العاملين و المستخدمين ، دون أية تبريرات مطمئنة من طرف الجهات المسؤولة.

وأشار الفريق أن هناك حمامات فتحت أبوابها بمدن أخرى، في الوقت الذي توصد فيه الأبواب بمدن أخرى دون تبريرات واضحة، وجدد الفريق في سؤال كتابي موجه لرئيس الحكومة يقترح فيه التخفيف من معاناة هذا القطاع الذي يعول 5000 أسرة في فاس لوحدها.

وحذر الفريق من وجود مخاطر أخرى تضاف للمعاناة المادية والنفسية للعاملين بالحمامات، وفي مقدمتها ارتفاع حالات الوفاة الناتجة عن الاختناقات بغاز البوتان جراء استخدام السخان في المنازل