ثقافة وفن

كلمة الأحداث: المستقبل يهزم الماضويين !

افتتاحية "الأحداث المغربية" عدد الخميس 25 فبراير الخميس 25 فبراير 2021
Eu2Hc9vXEAI2ssu
Eu2Hc9vXEAI2ssu

AHDATH.INFO

منذ أن شاهدنا مظاهرات الطلبة والتلاميذ في الجزائر، يوم الثلاثاء الماضي، لم يعد لدينا أي إشكال مع النظام هناك.

فهمنا أن الحكاية هي حكاية معركة وجود تجمع المستقبل القادم في الجزائر بالماضي المترهل، أو الشيباني، أو المسن في الجزائر.

فهمنا أن كل المناورات، التي خاضها الجنرالات، والنظام العسكري في البلد الجار طيلة هاته السنوات لأجل إقناع الجزائريين أن عدوهم الأساسي والأصلي والوحيد هو المغرب قد باءت بالفشل.

وفهمنا، أيضا، أن الناس في البلد الجار استوعبت أيما استيعاب أن مشكلتها ليست مع المغرب، ولكنها فعلا مع نظام المرادية ومع الجنرالات المتنفذين منذ ستينيات القرن الماضي في الوطن هناك.

هنا في المغرب قلناها بكل الوسائل وبكل اللغات وبكل الإشارات: لا مشكل لدينا مع الجزائر، لأننا نعتبرها امتدادا شرقيا لنا وكفى.

المشكل كل المشكل هو في من يريد إقناع شعبه بتعطيل كل المطالب الاجتاماعية والحياتية الأساسية إلى أن يتم تمكين كيان وهمي مثل البوليساريو من أرض لا يمكنه - وإن تحالفت كل قوى الأرض - أن يحكمها.

المشكل كل المشكل، يكمن في أناس يعيشون معنا في القرن الواحد والعشرين، لكن عقليتهم تنتمي لزمن الحرب الباردة، ويعتقدون واهمين أنه من الممكن أن يعيدوا عقارب الساعة للوراء وأن يقنعوا الجيل الحديث والجيل القادم بما كذبوا به لسنوات على الجيل الذي مضى.

الطلبة والتلاميذ الذين خرجوا في اليوم الثاني للحراك الشعبي الثلاثاء في الجزائر قالوا للشيبانيين إن الأمر غير ممكن نهائيا.

هؤلاء الوافدون الجدد، بكل الإيمان بالمستقبل الذي يعتريهم ويتملكهم قالوا للماضويين إنهم يعلمون علم اليقين بأن ما سيأتي من أيام هو في ملكيتهم، وأن الماضي الأليم الذي صنع أحزان الجزائر، منذ انقلاب بومدين، حتى العشرية الإرهابية حتى لحظة التيه هاته ينتمي للماضي السحيق، والناس هناك ملته وسئمته ولم تعد قادرة على تحمله.

يسرنا أن نقولها للجيل الجديد في الجزائر الشقيقة فعلا: ما وقع الثلاثاء أكد لنا ما نظنه باستمرار: حل عقد ومشاكل القدامى لن يأتي إلا بإعطاء الكلمة للجدد لكي يحددوا المسار والمصير.

انتهى الكلام.