مجتمع

تحرش وتضييق داخل الفضاءات العمومية .. دليل مرجعي يرصد التمييز ضد المغربيات بالمدن

سكينة بنزين الاثنين 08 مارس 2021
المغربيات
المغربيات

AHDATH.INFO

من المنتظر أن تصل نسبة المغربيات داخل المناطق الحضرية سنة 2027، ما يعادل 70 في المائة، بالنظر للتوسع الحضري السريع وما تشكله هذه الوجهة من فرص اجتماعية واقتصادية للساكنة، مقابل ضعف ولا توزان البنيات التحتية الأساسية التي ترمي بظلالها على وضعية النساء والفتيات المهمشات داخل الفضاء العام.

وفي دليل مرجعي " من أجل فضاءات عمومية حضرية سهلة الولوج للنساء والفتيات"، من إعداد وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وهيئة الأمم المتحدة للماواة بين الجنسين وتمكين المرأة، تم تسليط الضوء على تداعيات صعوبة الولوج على الحق في التمدرس، والصحة، والترفيه،ما يعيق ترقيهن لتحسين أوضاعهن على عدد من الواجهات.

وأشار الدليل أن اهتمام المدن بالبنى التحتية مدخل لتمهيد الطريق أمام المساواة وإن كان الأمر لا يعني القطع مع مظاهر كالتحرش، والتضييق على النساء من خلال تأمين فضاءات آمنة عن طريق تعزيز الشعور بالتملك للفضاء بالنسبة للنساء والفتيات داخل المدن، بعد أن انخرطت كل من الرباط ومراكش سابقا ضمن مبادرة المدن الآمنة العالمية، من أجل النهوض بالتصميم والتخطيط الحضريين المراعيين للنوع، بما في ذلك إدماج أمن المرأة ومنع التحرش الجنسي في إطار سياسة المدينة.

وعن الصعوبات التي تواجه النساء داخل الفضاءات العمومية، كشفت 96 في المائة من النساء أنهن لا يشعرن بأن المدينة توفر لهن أماكن آمنة للرضاعة و 86 في المائة منهن لا يجدن فضاءات لتغيير حفاضات أطفالهن، بينما تعاني 51 في المائة من التحرش اللفظي مرة واحدة على الأقل في الاسبوع، و31 في المائة يعانين من التعقب والتضييق من المتحرشين، بينما عانت 24 في المائة من المستجوبات من التحرش الجسدي.

وكشفت 95 في المائة من النساء بعدم إمكانية الولوج للمراحيض العمومية في الفضاء العمومي،بينما تمتلك 85 في المائة إمكانية محدودة للولوج إلى التجهيزات الرياضية، وعبرت 85 في المائة عن الشعور بالخطر بسبب الحيوانات الضالة في الفضاءات العمومية، بينما اعتبرت 82 في المائة من النساء أنهن لا يلمسن تمثيلا للشخصيات التاريخية النسائية في الفضاء العامومي بسبب قلة الشوارع والأزقة والفضاءات التي تحمل أسماء نساء.

وتظهر أهمية الاهتمام بالبنى التحتية داخل المدن، بسبب تداعياتها على السلامة الجسدية والنفسية للنساء عموما، حيث يتحول الفضاء العمومي لمكان للتحرش والاعتداء والتضييق على النساء، خاصة أن 76 في المائة من تنقلات النساء داخل الدار البيضاء على سبيل المثال، تتم مشيا على الأقدام بدل المواصلات، وهو ما يستدعي الاهتمام بالطرق سواء تعلق الامر بالتعبيد أو الإضاءة وتوفير الولوجيات، التي يشكل غيابها ضغطا على النساء خاصة المسنات، أو المصحوبات بعربات الاطفال، أو من يحملن أكياس التسوق، حيث عبرت الكثير منهن عن استيائهن من ضيق الطرق خاصة في ظل احتلال الملك العمومي من طرف المقاهي، والباعة ومظاهر الفوضى، مما يجعل الخروج للشارع جحيما يوميا خاصة في ظل غياب الإضاءة الذي يعرضهن لخطر الاعتداء أو التحرش أو السرقة، مما يجعل ساعات الخروج محدودة، وأحيانا تضظر النساء إلى اختيار ملابس لا تناسبها خوفا من التحرش مع المشي السريع لتجنب المعاكسات.

كما عبرت النساء عن استيائهن من ممارسات الرجال التي تعكس فكرهم الذكوري وسلوكاتهم الغير متحضرة تجاه احتلال الفضاء العمومي، من خلال التضييق على النساء داخل الفضاءات الخضراء، أو التحرش بهن،أو التبول أمامهن، مما يجعل الفضاءات المشتركة غير آمنة للنساء، واقترح الدليل عددا من النماذج العتمدة لتقوية حضور النساء داخل الفضاءات من خلال اعتماد هندسة تقوي الحضور النسائي، انطلاقا من شكل الكراسي، والفضاءات المخصصة للأهمات التي تضمن فضاء يراعي حميمية المرضعات، وأماكن لعب آمنة للأطفال، وتوفير المراحيض للنساء داخل الفضاءات العمومية، وطاولات تساهم في تجشيع النساء على اتمام أعمالهن إذا اقتضى الأمر، أو تساهم في الإعداد لنزهات نسائية أو أسرية رفقة أطفالهن،مع توفير أكشاك وهندسة آمنة تحول دون تعرض الاطفال للخطر لتخفيف عبء القلق على الأمهات.