السياسة

داعش.. بوريطة يدق ناقوس الخطر

رضوان البلدي الخميس 01 أبريل 2021
ExvPttwWEAA7S1O
ExvPttwWEAA7S1O

AHDATH.INFO

«الجهود الفردية وحدها لا تكفي لمواجهة ظاهرة عابرة للقارات»... ذلك ما أشار إليه وزير الشؤون الخارجية، ناصر بوريطة، مبرزا أن الرد على التهديدات الإرهابية الجديدة بإفريقيا يستدعي تعزيز قدرات الدول والمنظمات الإقليمية الفرعية، بعد أن بدأ سرطان إرهاب «داعش» والجماعات التي تدور في فلكها ينتشر في جسد القارة الإفريقية، ليضرب في الموزمبيق جنوبا.

بوريطة، الذي كان يتحدث خلال اجتماع وزاري للمجموعة المصغرة للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، نظم عن بعد أول أمس الثلاثاء، أوضح أن «الرد على التهديدات التي يمثلها تنظيم داعش ينبغي أن ينصب في المقام الأول على دعم الدول الإفريقية والمنظمات الإقليمية الفرعية في ما يتعلق بتعزيز القدرات، وذلك بهدف ضمان نتائج أكثر استدامة في مكافحة هذا التنظيم الإرهابي».

وفي هذا الصدد، أكد الوزير، حسب وكالة المغرب العربي للأنباء، انخراط المغرب في جهود تعزيز القدرات في إفريقيا، كما يدل على ذلك دعم فتح مكتب بالرباط لبرنامج مكافحة الإرهاب والتكوين في إفريقيا، تابع لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.

ودعا بوريطة من جهة أخرى إلى تنسيق أفضل للمبادرات والجهود الدولية للتعامل مع الوضع «الذي يتطور على الميدان»، مسلطا الضوء على «الإمكانات الكبيرة» لتضافر جهود التحالف مع تلك، التي بذلها التحالف من أجل الساحل، دعما لتجمع دول الساحل الخمس.

وأبرز الوزير، أيضا، أهمية تفعيل مخرجات الاجتماع الأول للتحالف حول تهديدات تنظيم «الدولة الإسلامية» في غرب إفريقيا، الذي انعقد في نونبر الماضي، من خلال «دعم ملموس» لدول المنطقة في مجالين رئيسيين.

ويتعلق الأمر، حسب بوريطة، بجمع الأدلة التي تم الحصول عليها في ساحة المعركة وحمايتها، بالإضافة إلى الحاجة إلى أمن حدودي شامل.

وحذر الوزير من أنه على الرغم من أن تنظيم «داعش» فقد السيطرة على معاقله في الشرق الأوسط، إلا أنه مازال يطمح إلى تجديد نفسه دوما من خلال حشد المزيد من الدعم والأموال والمقاتلين، خاصة في مناطق أخرى عبر العالم.

ولاحظ في هذا السياق أن إفريقيا أضحت تمثل هدفا ومحط تركيز بالنسبة لداعش، موضحا أنه منذ الاجتماع الأخير للتحالف، أصبح الوضع ينذر بالخطر وما فتئ يتدهور في القارة، حيث ينتشر التهديد الإرهابي الذي وصل في الوقت الحالي إلى الجزء الجنوبي من القارة.

 وذكر الوزير بأن عام 2020 كان الأكثر دموية في منطقة الساحل بما مجموعه 4250 قتيلا، بزيادة نسبتها 60 في المائة مقارنة بعام 2019، مضيفا أن معظم الضحايا من المدنيين (59 في المائة).

وأشار، أيضا، إلى أن قطع أسلحة صغيرة وأسلحة خفيفة تستخدم في 70 في المائة من الهجمات، في حين تمثل العبوات الناسفة التقليدية 30 في المائة.

وحذر بوريطة من أن تنظيم داعش بصدد تعزيز وجوده في إفريقيا من خلال تعاون أقوى مع جماعات إرهابية أخرى وشبكات إجرامية، مشيرا إلى أن عددا متزايدا من الجماعات تبايع تنظيم داعش. وأضاف أن هذه التنظيمات تسيطر على مناطق مع القيام بتجنيد عناصر من صفوف الجماعات الانفصالية المسلحة واللاجئين الذين يوجدون في وضعية هشة.

  ولاحظ الوزير في السياق ذاته أن الهجمات تتم بشكل أكثر تطورا مع نقل المهارات والخبرة من داعش إلى جماعات إرهابية محلية، فضلا عن استخدام تكنولوجيات جديدة، بما في ذلك الطائرات المسيرة «درون» في عمليات الاستطلاع. كما أعرب بوريطة عن تشكرات المغرب لبلجيكا والولايات المتحدة على هذا الاجتماع، الذي يأتي في الوقت المناسب، مضيفا أن الوضع الوبائي، الذي يستأثر باهتمام وجهود العالم، ينبغي «ألا يصرف انتباهنا عن التهديد الخطير الذي مازال يشكله تنظيم داعش على السلم والأمن الدوليين».

ويوم الإثنين الماضي، أعلن تنظيم «داعش» السيطرة على مدينة «بالما» الساحلية في شمال موزمبيق، والواقعة على مسافة بضعة كيلومترات من مشروع غاز كبير تديره شركة «طوطال» الفرنسية.

وتشكل المدينة قاعدة لمشروع للتنقيب عن الغاز بقيمة 23 مليار دولار، طورته مجموعة النفط الفرنسية «طوطال»، بالإضافة إلى استثمارات أخرى من قبيل المجموعتين الأمريكية «إكسون موبيل» والإيطالية «إيني».

واعتبرت العديد من مراكز الأبحاث، التي ترصد وتتابع أنشطة «داعش» الإرهابية، أن الحدث هو شبيه بسيطرة التنظيم الإرهابي على مدينة الموصل العراقية، خصوصا أن مدينة «بالما» هي قطب اقتصادي حيث البنوك والشركات والمصانع، فضلا عن عشرات المقار الحكومية والعسكرية التي تركت بما فيها من أسلحة وتجهيزات بعد فرار جميع عناصر الأمن والجيش منها.

وأورد التنظيم الإرهابي، في بيان نشرته حسابات جهادية على تطبيق «تلغرام»، أن من وصفهم بـ«جنود الخلافة» شنوا هجوما واسعا على المدينة واستهدفوا ثكنات عسكرية ومقرات حكومية، ما أسفر عن السيطرة على مدينة «بالما» وقتل العشرات من الجيش الموزمبيقي والأجانب.