مجتمع

"ياسمينة" مهندسة دولة و"يطو" الفلاحة .. دقائق تختزل معاناة المغربيات مع التمييز

سكينة بنزين الخميس 01 أبريل 2021
ياسمينة يطو
ياسمينة يطو

AHDATH.INFO

ياسمينة ويطو، مغربيتين ولدتا في نفس اليوم ضمن شروط اجتماعية وجغرافية متناقضة، لكن المعاناة كانت حاضرة في حياة كل واحدة منهما بسبب الصور النمطية القئمة على النوع الاجتماعي الذي تخلل مسيرتهن إلى أن بلغن من العمر 60 عاما.

قصة السيدتين ضمن فيديو توضيحي، تختزل عددا من المعطيات التي اختارت هيئة الأمم المتحدة للمرأة سردها في اطار مشروع "الوقاية من العنف ضد النساء والفتيات والاستجابة له في المغرب"بدعم من حكومة كندا، في إطار تسهيل المعلومة للجمهور بعيدا عن لغة الأرقام الجافة، حيث عمل الفيديوالمتحرك الذي تتجاوز مدته ستة دقائق، اختزال مسيرة 60 عاما من المعاناة لشخصية تمثل المدينة وأخرى القرية، مستعينا ببيانات المندوبية السامية للتخطيط.

ويشير الفيديو أن ياسمينة التي ولدت بمستشفى بفاس، داخل أسرة وفرت لها أجواء مسعفة على متابعة دراستها إلى أن أصبحت مهندسة دولة، لم تكن بمعزل عن التعنيف والتمييز على غرار يطو التي ولدت بدوار بعين اللوح داخل بيت جدتها، حيث كتب لها العيش هي ووالدتها رغم ارتفاع معدل الوفيات خلال الولادة مرتين أكثر من المدن.

يطو لم تستطع اكمال دراستها مثل ثلثي الفتيات داخل البوادي، بعد ان اضطرت في عمر 14 سنة على مغادرة الدراسة والعمل في جني حب الملوك، لتتزوج بعد بلوغها 16 سنة، رغم كونها قاصر إلا أن القاضي وافق على طلب أسرتها، على 81 في المائة من الطلبات الاستثنائية التي توضع أمام المحكمة للموافقة على تزويج القاصرات.

وكعدد كبير من المغربيات اللواتي يعملن بدون مقابل 70 في المائة منهن بالعالم القروي، كانت يطو ملزمة بالعمل في أرض زوجها مع عمل إضافة في الخياطة تضع مدخوله بين يدي الزوج، إلى جانب مسؤولية البيت والاطفال. وفي الجانب الآخر لم تكن ياسمين أفضل حال حيث كانت تضطر للعمل في البيت 7 مرات أكثر من زوجها بعد عودتها من الوظيفة، وقد كشفت الارقام ان ساعات العمل البيتي قد تتطلب 5 ساعات في اليوم.

وعانت الزوجتين على غرار الكثير من الزوجات المغربيات من العلاقات الجنسية، حيث واحدة من عشرة نساء لا حرية لها في اختيار نوع وسيلة منع الحمل، كما أن ياسمين التي استفادت من تعليم عال كانت تتعرض للعنف الزوجي لسنوات، على غرار 82.6 في المائة من النساء ما بين 15 و 75 سنة ، واللواتي تعرضن للعنف مرة واحدة على الاقل خلال حياتهن، وغالبا ما تكون داخل الحياة الزوجية، وكتسعين في المائة من المغربيات لم تتقدم ياسمين بشكاية، لتختار الطلاق وهي في عمر الخامسة والثلاثين، حيث حصلة على حضانة طفليها دون أن يكون لها الحق في الوصاية الشرعية وما يلي ذلك من تعقيدات إدارية.

وبعد بلوغها 47 عاما، ورحلة كفاح وتحصيل علمي، وبقائها بدون زواج خوفا على سقوط حضانة أطفالها، تمكنت ياسمين من أن تصبح مديرة جهوية، لكنها كانت وحيدة داخل إدارة ذكورية، ذلك أن 22 في المائة فقط من مناصب المسؤولية في الإدارة العمومية تعود للنساء رغم كفاءتهن العالية.

أما يطو فقد وجدت نفسها وحيدة بعد وفاة زوجها، كعدد كبير من الأرامل المتقدمات في السن، حيث تشير الارقام أن السيدات الأرامل أكثر 10 مرات من الرجال، كما أنها فوتت الكثير من حقوقها رغم عملها في الحقل لعقود بسبب جهلها بالقوانين التي تضمن حقها في الأجر والتعويض عن العمل.

لمشاهدة الفيديو على الرابط

https://web.facebook.com/watch/?v=956959461721853