السياسة

الدكتور حمضي:مسؤوليتنا الحفاظ على المغرب بالمنطقة الخضراء ومواجهة دائرة الخطر

سعـد دالـيا الاثنين 05 أبريل 2021
حمضي الطيب
حمضي الطيب

Ahdath.info

شدد الدكتور الطيب حمضي أن العالم اليوم يقسمه وباء جائحة فيروس كورونا المستجد نصفه يعيش بالمنطقة الحمراء فيما الجزء الثاني يخضع خاضعا للمنطقة الخضراء وهو ما يستدعي من المغرب الحفاظ على مكانته بهذه المنطقة وذلك قصد انتعاش سريع يكون قويا وطموحا .

وأبرز الدكتور الطيب حمضي الباحث في السياسات والنظم الصحية في دراسة توصلت " أحداث أنفو " أن السيطرة الجيدة على الوباء والانخراط الكبير في التلقيح سيمكن المغاربة الرابح على ثلاث مستويات : تجنب تفشي الوباء في موجته الثالثة الشرسة، وإنقاذ الانتعاش الاجتماعي والاقتصادي المأمول خلال موسم الصيف القادم، والحفاظ على مكانة المغرب بالمنطقة الخضراء لضمان انتعاشها الاقتصادي والانفتاح على آفاق جديدة واعدة .

وأوضح الدكتور حمضي أن بين الجزء " الأخضر " من العالم منفتح على تجارة وسياحة شبه سلسة وجزء آخر كبير " الأحمر " معزول ، والخيار أمام الجميع ليس صعبا وانتعاش الاقتصادي والاجتماعي متوقف على ذلك .

يشير الدكتور أنه اعتبارًا من يونيو المقبل ولمدة عام على الأقل سيخضع العالم لتقسيم كوفيدي وهي منطقة خضراء للبلدان التي عرفت أو تمكنت من تطعيم جزء كبير من ساكنتها ومن السيطرة على الوباء ، فيما المنطقة الحمراء حيث سيستمر الفيروس في الانتشار بحرية تقريبًا مع تلقيح قليل أو منعدم ، وبالتأكيد منطقة برتقالية بينهما وهي منطقة مواتية للتجارة والسياحة بفضل الجواز المناعي وبفضل هذا التقسيم ومنطقة أخرى معزولة ومتروكة لمصيرها .

قبل النظر في عالم أو مغرب ما بعد كوفيد، علينا أن ندبر بحكمة هذه الفترة التي تهدد بتفاقم الأزمة في العديد من البلدان، كما أنها من الممكن على العكس من ذلك أن تفضي إلى فرص لأولئك الذين سيكونون قادرين على الاستعداد لحصادها.

وأوضح الدكتور أننا نحتاج ببلادنا لانتعاش اجتماعي واقتصادي وسياحي وثقافي في الأسابيع القليلة المقبلة يجب أن يكون موسم الصيف بداية الانتعاش والتعافي خصصوا ولدينا الوسائل : وضع وبائي تحت السيطرة منذ ثلاثة أشهر، وحملة تطعيم متقدمة بل نموذجية.

المغرب حاليا من بين الدول العشر الأوائل في العالم بنسبة السكان الذين تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، قبل أغلبية الدول الأوروبية مثل فرنسا وإيطاليا وألمانيا والدنمارك وإسبانيا وبلجيكا... ، وهو أيضا لحدود اليوم بالمرتبة السادسة من حيث عدد السكان الذين تم تطعيمهم بالكامل، متقدما على نفس هذه البلدان بل وأمام المملكة المتحدة نفسها وهي الدولة النموذجية في هذا السجل.

وبحلول نهاية عام 2021، ستكون أقل من 60 دولة قد قامت بتطعيم سكانها، بينما الدول 140 دولة المتبقية ستنتظر سنة 2022 أو بعد ذلك، هذا أمر غير مقبول أخلاقيا وله خطورة وبائية على كوكب الأرض بأسره لأنه يؤجل التعافي من الجائحة، ولكن هذه هي النتيجة " المنطقية " للتباينات في وسائل الاستجابة والتلقيح.

بلدنا هو أحد البلدان الجنوبية القليلة جدًا التي تشكل جزءًا من هذه المنطقة الخضراء، علينا المثابرة للبقاء بها مما سيسمح لنا ذلك قبل نهاية الوباء، بالتبادل بحرية أو تقريبًا مع دول هذه المنطقة واستقبال سياحهم، وحتى اغتنام هذه الفرصة التي ستعرف العديد من الوجهات الدولية الإغلاق والعزل للتعريف بإمكانياتنا.

إن تعزيز احترام الإجراءات الحاجزية والتدابير الترابية والانخراط في التلقيح بالأسابيع القادمة سيساعدنا على تجنب موجة ثالثة شرسة بسلالات أكثر عدوى وأكثر ضراوة، وهذه الموجة تجتاح حاليا عدة بلدان بما في ذلك جيراننا بالشمال، مما وضعهم في صعوبات بالغة، وتتميز الموجة للأسف بالسرعة والشراسة يجب أن تكون الاستجابة سريعة وقوية ولمدة كافية، أو المجازفة بالعزلة لفترة طويلة جدًا لتدبير عواقبها.

من الممكن أن نفوز على ثلاث مستويات: تجنب الموجة الثالثة بضراوتها وما يصاحبها من تدابير ترابية مشددة وتأمين التعافي الاجتماعي والاقتصادي، بعد ثلاث أشهر مع موسم الصيف بقيمة مضافة اجتماعية واقتصادية أكبر بكثير من الشهرين المقبلين، والحفاظ على مكانة المغرب وتعزيزها بالمنطقة الخضراء لضمان انتعاش اقتصادي مهم، بل وللانفتاح على آفاق جديدة واعدة .

اختيارات متوقفة على إرادتنا ومساهمتنا والتزامنا جميعا.