السياسة

الجزائر والعقدة المغربية المزمنة

عن جريدة "الأحداث المغربية" الاثنين 12 أبريل 2021
IMG_8216
IMG_8216

AHDATH.INFO

ذكرت مصادر إعلامية أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد قرر قبل أيام، في اجتماع المجلس الوزاري ل 4 أبريل إعطاء كل الدعم المطلوب للبوليساريو في الوقت الذي رفض أن يستجيب لطلبات وزراء جزائريين حسب المصادر ذاتها رغم أنها تحتاج مشاريعهم لدعم مالي من أجل استكمالها.

و لم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ قررت الجزائر تأجيل إستقبال رئيس حكومة فرنسا إلى أجل غير مسمى بحجة قصر مدة الزيارة وطبيعة الوفد المرافق له رغم أنه مكون من وفد رفيع المستوى يضم وزراء الخارجية والداخلية والمالية وهم أبرز الوزراء في الحكومة الفرنسية.

قرار الجزائر كان متوقعا لكل المتابعين لأنه مرتبط تمام الارتباط بالمباحثات الناجحة والمثمرة والحقيقية التي أجراها وزير خارجية فرنسا مع نظيره المغربي ناصر بوريطة يوم الخميس 8 أبريل، وكان موضوع بلاغ للخارجية في فرنسا تحدث فيه وزير الخارجية الفرنسي عن "متانة العلاقات بين البلدين" وأشاد بالتعاون الأمني بين البلدين وخصوصا في ملف محاربة الإرهاب، مثلما أشاد بالتقدم السياسي الجاري في ليبيا وانخراط المغرب في الإستراتيجية الخاصة بمنطقة الساحل.

أما بخصوص صحرائنا المغربية فقد جدد الوزير الفرنسي المواقف التقليدية لفرنسا من خلال اعتبار مقترح الحكم الذاتي كأساس جاد وذو مصداقية لحل المشكل دون أن ينسى الإشادة بدينامية العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وشريكه المغرب.

ما قاله وزير خارجية فرنسا لا يعبر إلا عن الحقيقة التي تزعج الجزائر، بل والتي تقض مضجعها وتجعلها عاجزة عن ممارسة الحياة الطبيعية أو العيش العادي طالما أنها مهووسة بمساهمة المغرب في إنجاح عديد المحطات الدولية والإقليمية وضمنها الحوار الليبي/ الليبي وخلق شروط الحفاظ على وحدة الدولة الليبية، يعرفه الجميع.

متانة التعاون المغربي الفرنسي خصوصا في مكافحة الإرهاب، عاد إلى الواجهة بقوة الأسبوع الذي ودعناه بعد أن تمت إحالة إرهابية في مدينة بيزيي الفرنسية بعد أن أثبتت التحقيقات معها مخططها الإرهابي. إرهابية لم يكن ممكنا تحييدها ولا الوصول إليها لولا المعلومات التي أعطتها المخابرات المغربية لنظيرتها الفرنسية المكلفة بمكافحة الإرهاب والتي قال الجانب الفرنسي أنها لم تكن معروفة لدى مصالحه لولا الإنذار المستعجل الذي وصلها من مراقبة التراب الوطني المغربية.

كل هذا يوصلنا إلى ماذا؟

لدينا جار مهووس حد المرض بنا، يترك هموم شعبه وانتظاراته لكي يترصد خطوات بلدنا. لايغطي تلفزيونه وإعلامه المؤتمر بأوامر الجنرالات حراك شعب بأكمله لديه وهو الحراك الذي يتحدث عنه العالم كله، ويهتم بمظاهرة قطاعية في المغرب، أو باحتجاج فئوي أو بأمر من أمور ديمقراطيتنا العادية التي نعيش العشرات منها يوميا، والتي لاتشكل أحداثا هنا في بلادنا بل تشكل علامات العيش السوي والعادي والسليم الذي نتمناه يوما للجزائر

وماذا بعد؟

لاشيء سوى ترديد دعائنا العريق الذي يمنع النوم عن أعين جنرالات الجارة المسكينة: اللهم أكثر حسادنا، آمين وكفى