مجتمع

العملية استغرقت ليلة كاملة..تفاصيل السطو على محل المجوهرات بطنجة

محمد كويمن الثلاثاء 27 أبريل 2021
PHOTO-2021-04-27-12-04-18 (2)
PHOTO-2021-04-27-12-04-18 (2)

Ahdath.info

 

كان يوم تنفيذ العملية ليلة الثلاثاء 20 أبريل، سابع أيام رمضان، حين قررا سرقة محل لبيع الذهب، وخططا لاقتحام منزل مهجور بجواره، ودخلاه عبر نافذة صغيرة، ليجدا أنفسهما أمام جدار يفصلهما عن المحل المستهدف، وما كان عليهما إلا أن شرعا في إحداث ثقب بالحائط للوصول لهدفيهما.

عملية الحفر، استغرقت ليلة كاملة، ولم تثر أي انتباه، بعدما اختارا اعتماد أدوات بسيطة في أشغال الحفر، وتسلحا بالصبر لتحقيق مرادهما من خلال استعانتهما ب"الطورنوفيس" لإحداث ثقب صغير في البداية قبل أن يعملا على توسيعه شيئا فشيئا، واستمر الحفر بشكل متقطع، بعد كل ضربة وقفة خفيفة، إلى أن تمكنا من الولوج إلى داخل المتجر، والاستيلاء على كافة محتوياته، ومغادرة الموقع من نفس معبر دخولهما.

اكتشاف هذه السرقة في صبيحة يوم الأربعاء 21 أبريل، جعل مكان الجريمة بمنطقة "رأس حي المصلى" عند ملتقى شارع مكسيك أحد أهم الشوارع التجارية وسط مدينة طنجة، قبلة للعديد من التجار، الذين تفاجأوا للطريقة التي تمت بها هذه العملية، كما صارت هذه الواقعة حديث الخاص والعام بالمدينة، بحكم طابعها الهوليودي، وأعادت إلى الأذهان عمليات سطو أخرى شهدتها طنجة الكبرى، وظلت مجموعة من الأسئلة بدون أجوبة حول كيفية تنفيذ هذه العملية وسط تلك المنطقة دون أن يثر مرتكبوها أي انتباه.

لكن مصالح الأمن بطنجة، لم تتأخر طويلا في الرد على كافة التساؤلات، حين أسفرت تحرياتها انطلاقا من نتائج مراجعة كاميرات المراقبة ورفع البصمات بمسرح الجريمة وتتبع خطوات بعض المشتبه فيهم من ذوي السوابق في السرقات الموصوفة، (أسفرت) عن تحديد هوية المشتبه فيهما.

ليتم رصد تحركات المدبر الرئيسي ومراقبة مسكنه بحي المرس، قبل أن يتمكن عناصر الشرطة القضائية الولائية بطنجة من إيقافه مساء الاثنين 26 أبريل، أي بعد أقل من أسبوع على وقوع حادث السرقة، وألقي القبض أيضا على مساعده. فرحة شرطة طنجة بإلقاء القبض على المشتبه فيهما، اكتملت بالعثور على المسروقات، بعدما أسفرت عملية تفتيش منزل أخت أحد الموقوفين، من حجز كافة المجوهرات والحلي المسروقة.

المدبر الرئيسي لهذه العملية يبلغ 36 سنة، وأب لطفلة، وقد كان مهاجرا بإسبانيا قبل أن يتم طرده من أجل الإقامة غير الشرعية، وخلال مقامه بالديار الاسبانية تورط في ست قضايا تتعلق بالسرقة، وبعد عودته للمغرب استأنف نشاطه الإجرامي وسبق له أن أدين أربعة مرات أمام القضاء من أجل تهم تتعلق بارتكاب السرقات.

وعاد مجددا لتنفيذ العملية الأخيرة رفقة شريكه البالغ من العمر 29 سنة، الذي يتقاسم معه السوابق العدلية، بعدما تعرف عليه في السجن، لكن سرعان ما باءت محاولتهما بالفشل بفقدانهما المسروقات الذهبية، التي أخفاها المدبر الرئيسي بمنزل شقيقته حين اختار الإقامة عندها في محاولة للاختفاء عن الأنظار مباشرة بعد تنفيذه العملية دون أن يخبرها بما يحمل في حقيبته وفق ما كشفته المعطيات الأولية للبحث، الذي يتواصل مع الموقوفين تحت إشراف النيابة العامة، قبل إحالة ملفهما على القضاء ليواجها المنسوب إليهما.