ثقافة وفن

ياأهل "الفن"...ارحموا ميدانكم من أنفسكم !

عن جريدة "الأحداث المغربية" الأربعاء 28 أبريل 2021
الشيخة-الطراكس
الشيخة-الطراكس

AHDATH.INFO

في الوقت الذي يخوض فيه المؤمنون الحقيقيون بالحداثة والفنون، حربا حقيقية وضروسا ضد الظلاميين، ومن يريدون إقناع شعبنا ألا حاجة لنا بالفن إطلاقا، وأن الفنون هي « خضرة فوق طعام »، وأن « كل الفنانين فاسدون ومتهتكون ولا يصلحون لشيء »، يتبارى بعض الفنانين أو بعض أشباه الفنانين في الإساءة لأنفسهم ولميدانهم، ويتنافسون في إعطاء الفرصة الذهبية لكارهي الحياة ومترصدي كل أنواع الإبداع لكي يجدوا مايقولونه عنهم وعن الفن.

من ذلك مثلا النقار الفارغ والمخجل، الذي فجرته إحدى الممثلات وهي تتهم زميلا لها بالتحرش الجنسي وتنشر على الملأ محادثات تنضح بقلة الحياء وقلة الأدب في عز شهر رمضان، وتفجر من جديد قنبل فارغة جدا ولا تعني أي شيء سوى تأكيد مايقوله أعداء الفن عن هذا الميدان…

من ذلك مثلا أيضا ماأقدمت عليه سيدة تتعاطى نوعا من الرقص الشعبي اعتمادا على عضو من أعضائها الجسدية، وهي تقدم مسابقة « دينية » في شهر رمضان توجتها ببحث فارغ عن البوز الأكثر فراغا، من خلال تمثيل دور من أخطأت في إسم علم من الأعلام المشهورة في التاريخ الإسلامي وهو إبن تيمية، حين أسمته عن سبق رصد وإصرار إبن تميمية فقط، لكي تخلق جدلا من هاته الجدالات الخاوية والفارغة التي ينجر لها صغار العقول على الأنترنيت، والتي تدر على مرتكبيها قليلا من المال يعتقدونه ضروريا، لهم لكي يواصلوا هذا التسول الحديث بوسائل التواصل الاجتماعي.

ومن ذلك أيضا بعض الاقترافات التي ارتكبتها مجددا، وللمرة المليون بعد الألف قناتانا المحترمتان الأولى والثانية في الشهر الفضيل، وهما تخلطان بين الرغبة في الترفيه على الناس وبين تنكيد شهر الصيام والقيام على الشعب كله، مع استثناء بعض الفلتات الإبداعية التي بذل فيها أصحابها مجهودا حقيقيا يشكرون عليه، ولم يكن المال هو محرك بحثهم الأول والأخير على حساب تهذيب الذوق الفني الجماعي المغربي.

هذه مجرد أمثلة لما يفعله بعض المحسوبين على الفن بميدانهم، ومجرد نماذج لما يمكن أن يفعل الجاهل عدو نفسه بمجال اشتغاله. وإذ نقول هذا الكلام بهاته القسوة، فلأننا نعتبر منذ البدء أن الفن والثقافة لهما أولوية الأولويات، ويجب أن يكون المنتمي إليهما مترفعا عن الصغائر، كبيرا في التعامل، قادرا على تلقين الناس دروس الحياة الكبرى التي يفترض أن الفن يعلمها لمنتسبيه لا العكس، ولله الأمر من قبل ومن بعد وكفى لئلا نفسد صيامنا ونفسد على الناس أيضا صيامهم معنا.