آراء وأعمدة

أبو وائل يكتب: قضية ابراهيم غالي وازدواجية الجهات الحقوقية والسياسية

طه بلحاج الاحد 02 مايو 2021
image 2021-05-02 à 11.35.07
image 2021-05-02 à 11.35.07

AHDATH.INFO

استغرب محرر بوح الأحد على شوف تيفي أبو وائل الريفي، من الصمت الغريب للجهات الحقوقية والسياسية إزاء قضية جلاد البولساريو ابراهيم غالي.

وقال الريفي إنه منذ قبول إبراهيم غالي في مؤسسة استشفائية إسبانية وارتفاع أصوات الضحايا الذين يطالبون بإعمال القانون في مواجهة جلادهم، انتظرت من الجهات الحقوقية والسياسية التي تدعي انتصارها للمبادئ أن تتحرك وتأخذ موقفا يدافع عن حقوق الضحايا باسم المبادئ، لكن لم تتحرك ولا جهة واحدة ليتأكد بالملموس أن هذه الجهات لها مهمة واحدة وأنها مكلفة فقط بالاشتغال علينا، بالاشتغال على البلد، ويؤكدون مرة أخرى أنهم طابور خامس لا يؤمن بالمبادئ بل يسعى إلى تركيع المغرب والتشويش على انتصاراته وتعزيز المجهود المناهض له ولمصالحه.

فليطمئنوا مرة أخرى أن للبيت رب يحميه، وأن هذا الشعب لا ينتصر ولا يحتضن إلا الذين ينتصرون لقضاياه المصيرية، فتمغرابيت لها من يحميها ويدافع عنها في وجه كل المعادين في الداخل والخارج.

لقد أخطأ الطابور الخامس الموعد مرة أخرى، المرة الأولى عندما طرحت قضايا في مواجهة بعض أركان القبيلة الحقوقية ولم ينتصر دعاة المبادئ للضحايا، وفضلوا أن يزوروا الحقيقة وينتصروا للمغتصبين وخوض معركة التشهير بالضحايا والمطالبة بتعطيل القانون وتمتيع المغتصبين بامتياز عدم المتابعة والترويج كذبا أنهم معتقلون منذ أكثر من سنة بدون محاكمة، في الوقت الذي يعلم الجميع أن لا أحد تجاوز السنة وأن قضاياهم استكملت مرحلة التحقيق وأحيلت على جلسات المحاكمة، والغريب أن بعض المتضامنين معهم يرددون كالببغاوات نفس الكلام من أجل المطالبة بإطلاق سراحهم لأنهم فقط مضربون عن الطعام وأن حياتهم مهددة.

الإضراب عن الطعام هو قرار اختياري إرادي لا دخل للسلطات العامة فيه، والأكثر من هذا أن الإضراب عن الطعام هو جزء من استراتيجية لتعطيل القانون ولمصادرة حقوق الضحايا في العدالة.

قرأت كباقي الناس تدوينات حول زيارة قامت بها لجنة التضامن إلى عائلة بوعشرين، وهذا حقهم في أن يتضامنوا مع من شاءوا من وجهاء القبيلة، لكن الذي يجب أن يعرفه الرأي العام أن الشيخ المعطي لم يتحرك من أجل التضامن بل من أجل دفع بوعشرين إلى خوض إضراب عن الطعام، هذا هو المعطي الذي يدعي أنه يتحرك فقط من أجل إنقاذ حياة المضربين عن الطعام وفي العمق لا يعمل إلا من أجل تأزيم الأوضاع وترويج الكذب في الخارج. إنها استراتيجية حفاري القبور الذين ينتعشون من تجارة الأكفان لأنهم يتصورون أن الإضراب عن الطعام كفيل بابتزاز القضاء المغربي.

إن من يتحمل المسؤولية في كل ما يتهدد صحة المضربين عن الطعام وحياتهم هم المضربون عن الطعام أنفسهم وكل الذين يجعلونهم حطبا في المعركة ضد السلطات، أما المتابعة في حالة اعتقال أو حالة سراح فهي سلطة تقديرية للقضاء لا دخل فيها لورقة الإضراب عن الطعام.

إنها الحقيقة. وغيرُها من الأوراق لن يكون له أي مفعول في تقرير مصير المتابعين الذين عليهم أن يدافعوا عن أنفسهم أمام محاكم المغرب وليس في البيانات التضامنية التي لا تعطي البراءة لأنها تصادر حقوق الضحايا في العدالة، والكلمة الأولى والأخيرة تبقى للقضاء في هذا النوع من القضايا كما هو الشأن في كل دول المعمور.

أما حفاري القبور ومتعهدي الجنائز والمآتم فهذه مهمتهم ومصدر رزقهم وعيشهم، وما عليهم إلا أن يواصلوا معاركهم الخاسرة كما حدث يوم رشحوا مغتصبا لجائزة دولية قبل أن تأتيهم الصدمة، يريدون صك البراءة من الخارج فإذا به يأتيهم صادما رغم تعبئة كل الطوابرية في الخارج لضمان تزكية صاحبهم، وهو الأمر الذي لم يكلف الضحية إلا تدوينة وضعت فيها الأمور في سياقها الحقيقي الذي فضح المستور.

بعد إعلان عمر الراضي عن تعليق إضرابه عن الطعام أصيب الطوابرية ودعاة التأزيم بانتكاسة، لأنهم كانوا يراهنون على استمرار الإضراب والدفع بالمضربين إلى الانتحار لأن المعطي في حاجة إلى جثة يقايض بها قضيته. لقد أصيب مخططه في مقتل وهو الذي كان يراهن على انضمام بوعشرين إلى لائحة المضربين لتحريك حملة تشويش جديدة من الخارج بعد أن فشلت كل الحملات السابقة التي رعتها أصوات هامشية في بعض الدول الغربية وسط تجاهل للأوساط المؤثرة والماسكة بزمام الأمور لحملة الكذب والتضليل من خلال إسقاط حالة خمسة أشخاص على حالة بلد، فالدول الغربية تعتمد في تحديد سياساتها الخارجية بناء على المعطيات الحقيقية وليس على المعطيات المخدومة، وقد تأكد ذلك بالملموس من خلال كواليس الاتصال بين وزير الخارجية المغربي ونظيره الأمريكي. لا تراجع عن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء وسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية ولا حل للمشكل خارج السيادة المغربية.

إن تأكيد الموقف الأمريكي شجع أصواتا وازنة في أوروبا من أجل الدعوة إلى الاقتداء بالموقف الأمريكي لضمان السلم والاستقرار في شمال إفريقيا.

توالي انتصارات المغرب الديبلوماسية تثير حفيظة الجزائر التي تواصل تحرشات جيشها بالقوات المسلحة الملكية في المنطقة الحدودية كما حدث الأسبوع الماضي على الحدود على مستوى بوعرفة الذي قابله المغرب بمستوى عال من ضبط النفس، لأن حكام الجزائر يريدون حربا تمكنهم من الالتفاف على مطالب الشعب الجزائري الذي يواصل للجمعة 114 حراكه الاجتماعي والسياسي لاستعادة سلطته.

إن المغرب يواصل تأمين حدوده بكل ثبات في إطار الشرعية الدولية انتصارا للحق وللتاريخ، والعزة للمغرب وما النصر إلا من عند الله.