AHDATH.INFO
أمام ندرة والكلفة الباهضة للعقار الموجه للصناعة , أطلق المركز الجهوي للاستثمار الدارالبيضاء-سطات خلية تفكير ستعمل على عقد سلسلة من الاستشارات بين القطاعين العام والخاص لبلورة وتنفيذ عرض يتلاءم مع الاحتياجات الحالية والمستقبلية للفاعلين الاقتصاديين الصناعيين, وذلك قبل إصدار كتاب أبيض يتضمن خلاصات وتوصيات, ستمثل محورا لاستراتيجية جهوية في هذا المجال.
وخلال ورشة ترأسها سعيد أحميدوش والي جهة الدار البيضاء-سطات, تبين أن هذه الجهة التي تمثل 48 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للصناعة الووطنية, تعاني من ضغوط مهمة في ما يتعلق بالعقار، وذلك لأسباب عدة منها، الندرة وارتفاع التكلفة، وصعوبة التحكم في العرض الحالي، وعدم ملاءمته مع الاحتياجات الخاصة للصناعيين، وغياب الرؤية حول الطلب، والعلاقة بين التخطيط الحضري والعوامل المختلفة التي تتدخل في عملية التخطيط للمناطق الصناعية : الاقتصادية والقانونية، والإجرائية.
الأكثر من ذلك, فإن "العقار الصناعي" يعد كذلك مجالا معقدابسبب تعدد الفاعلين المتدخلين في عملية التخطيط والتطوير والتسويق والاستغلال, مما دفع إلى إجراء تشخيص شامل لحالة العقار الصناعي بالجهة من خلال استخدام مقاربة مبتكرة وشاملة، خاصة عبر إجراء تحليل معمق لبيانات المركز الجهوي للاستثمار الدار البيضاء - سطات، بالإضافة إلى القيام بالعديد من الزيارات الميدانية شملت على الخصوص المناطق الصناعية، والفاعلين العموميين.
وفي هذا الإطار, تم إطلاق بحث شمل 200 فاعلا صناعيا في الجهة، وعقد أزيد من عشرة لقاءات مع الفدراليات الصناعية ومختلف أصحاب المصلحة المعنية من أجل تحديد المحاور الاستراتيجية والمواضيع ذات الأولوية، تمحورت حول التخطيط الحضري، والعرض العقاري الصناعي، والطلب على العقار الصناعي.
ويؤكد مدير المركز، سلمان بلعياشي، أنه لأول مرة, يتم جمع مختلف الأطراف المعنية بالعقار الصناعي بغية فهم هذا الموضوع وإدراك طبيعة التحديات المتعددة المطروحة من مرحلة التخطيط إلى التقييم، مع التركيز حول مطابقة العرض مع الطلب, مشددا على أن العقار يأتي على رأس قائمة المتطلبات الأساسية لتعزيز القطاع الصناعي والضرورات التنافسية والجاذبية.