مجتمع

منصة "يلاه" .. شباب يناضلون من أجل فرصة عمل لأقرانهم

أحداث.أنفو الاثنين 12 يوليو 2021
Screenshot_2021-05-31-YALLAH-SERVICES-780x470-1
Screenshot_2021-05-31-YALLAH-SERVICES-780x470-1

ahdath.info

هما شابان، جمع بينهما حب المغرب، والرغبة في مستقبل آمن لشبابه، الأول مغربي بالميلاد والنشأة، والثاني أرجنتيني مغربي الهوى، انخرطا معا في مبادرة مبتكرة لدعم وخلق فرص الشغل لفائدة الشباب المغربي أطلقا عليها اسم "يلاه".

الشاب الأول مستشار في الاندماج الاجتماعي والمهني، والثاني، مؤثر مشهور له الملايين من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، التقيا معا حول هذه المبادرة الشبابية التي تروم دعم الفرص الأولى للشغل بالمغرب ما بعد كوفيد-19.

إنهما جورجي سفونتيس، شاب فرنسي أرجنتيني تبناه المغرب، وبلال محوش ( المعروف باسم بيمو)، من الشباب المبادر الذي يدرك جيدا أهمية العمل التطوعي من أجل بلده، واللذين جعلت منهما "يلاه" شريكين في مواكبة الشباب الباحثين عن فرصة عملهم الأولى.

يقول جورجي "أنا مغربي بالتبني، أحب هذا البلد، ومفتون بالدينامية التي يعيشها المغرب على كل الأصعدة، فكل شيء يسير في الاتجاه الصحيح".

هو الحب الذي لم يشأ أن يبقيه محصورا في كلمات معدودات، بل سعى إلى ترجمته عبر أفضل طريقة متاحة لديه اليوم، وباللغة التي يجيدها، وهي العالم الرقمي، ليطلق إلى جانب شريكه مبادرة "يلاه"، وهي عبارة عن منصة رقمية متخصصة في تقريب الشباب من فرص الشغل، خاصة مع الإكرهات التي فرضها سياق استثنائي كسياق الجائحة.

اللقاء بين الشريكين المتواطئين إيجابيا لتقريب الشباب من فرص الشغل، كان بالصدفة، ومن خلال العالم الافتراضي بنقرة زر، لتكون ثمرة اللقاء مبادرة "يلاه" التي تحولت في ما بعد إلى "يلاه نخدمو".

هي مبادرة حاولا من خلالها تقديم إجابات ملائمة لتطلعات الشباب الباحث عن الاندماج في سوق الشغل، في ظل الإكراهات الاقتصادية التي ترتبت عن الأزمة الصحية، والتي تسببت في أعطاب كثيرة على مستوى سوق الشغل بالمغرب.

وعن هذا ، يبرز بيمو أن اقتناعه بضرورة المشاركة في عمل إيجابي لبلده هو ما يحفزه، مؤكدا "أحب بلدي وأريد المساهمة في تنميته، كنت أبحث عن مبادرة أو عمل لأقوم به على أساس تطوعي، خاصة لفائدة الشباب فجاءت فرصة دعم الشباب من أجل الفرصة الأولى للشغل".

فبالإضافة إلى الموقع الإلكتروني للمبادرة، تعمل "يلاه" على تنظيم حركة تطوعية ينخرط فيها الشباب لصالح الشباب، متبنية مقاربة تشاركية وتضامنية، تشجع الشباب المغربي على تولي المسؤولية، إما عبر العثور على الوظيفة الأولى أو خلق عمل خاص بهم.

وهو ما يلح عليه سفونتس، مبرزا أن "جميع المشتركين لدينا مدعوون للانضمام إلى الحركة ".

ومن أجل ذلك، ولدعم هاته الحركة التطوعية، يعمل الشريكان على بلورة مجموعة من الآليات للعمل، تشمل المنصة الالكترونية بالإضافة إلى برنامج من الأنشطة الثقافية والرياضية والتدريبات لدعم الإرادة والتحديات وديناميات التوظيف.

فكل من سفونتس وبلال، الشريكان المفعمان بالطاقة والأفكار، عازم على المضي إلى النهاية في هذه المبادرة الشبابية التضامنية، ويؤكدان، بصوت واحد، "سنقوم بتعبئة متتبعينا وشبكاتنا الاجتماعية هذا الصيف، المغرب يوفر الكثير من فرص العمل، والأمر متروك للشباب لاغتنامها".

هما ملتزمان بمساعدة الشباب على تجاوز العقبة القصوى في سبيل بناء مسيرة مهنية ناجحة، فالحصول على أول فرصة عمل، تعني الشيء الكثير لمن ظل فترة طويلة يتعقبها دون أن ينجح في الظفر بها.

وهو ما يشدد عليه بيمو، بنبرة ثقة واعتزاز بوطنيته المغربية، قائلا " لقد أظهرت أعلى سلطة في البلاد الطريق التي يجب أن نتبعها، وحان الوقت للشباب لكي ينخرط بجد ومسؤولية في تطوير المملكة، وفي بناء النموذج التنموي الجديد".

يشار إلى أن "يلاه" المنصة الالكترونية لدعم الشباب في الحصول على فرصة عمل أولى أطلقت في أبريل الماضي، وتضم حاليا أكثر من 13 ألف مشترك، وتتبلور جل محاورها حول فرص العمل ودعم المبادرات من أجل ذلك.

يقول أمين، أحد الشباب الذين عبروا عن اهتمامهم بهذه المبادرة، والبالغ 26 سنة، "واجهت البطالة بسبب الأزمة الصحية، أن تكون عاطلا عن العمل يعني أن تتوقف أحلامك، ويتأخر عندك تحقيق الذات، مع ما لذلك من تأثير على المستوى النفسي والاجتماعي"، مضيفا أنه علم من أحد أقربائه بهذه المبادرة، ويعتزم الانخراط فيها، معربا عن أمله في أن يتمكن من الحصول على فرصة شغل في أقرب وقت.

وكانت منظمة العمل الدولية قد كشفت في دراسة لها عن تأثير وباء كوفيد-19 على سوق العمل صدرت في ماي من 2020، أن الشباب هم الضحايا الرئيسيون للركود الاقتصادي الذي سببه فيروس "كورونا" المستجد، مع وجود شاب واحد من بين كل ستة عاطلا عن العمل.

ووفقا للدراسة، قال واحد من كل ستة شباب است طلعت آراؤهم إنه توقف عن العمل منذ ظهور (كوفيد-19)، فيما قال أولئك الذين احتفظوا بوظائفهم إن ساعات عملهم انخفضت بنسبة 23 بالمائة.

ولدى عرض التقرير على وسائل الإعلام، دعا المدير العام لمنظمة العمل الدولية غي رايدر الحكومات إلى "إيلاء اهتمام خاص بهذا الجيل المتأثر بتدابير احتواء الوباء، لتجنب تأثره بالأزمة على المدى الطويل".

وسجل أن الشباب يتضررون من الأزمة بشكل غير متناسب، بسبب اضطراب سوق العمل ومجالي التعليم والتدريب.