الرئيسية

إعلام فرنسي : قضية بيكاسوس.. من له المصلحة في استهداف المغرب ؟

خاص الجمعة 30 يوليو 2021
57833513-42800484
57833513-42800484

AHDATH.INFO

وسط الزوبعة الإعلامية التي أنتجتها قضية التجسس المعروفة باسم ‘‘بيكاسوس‘‘ تسعى الجهات التي تقف وراء الاتهام على إبراز إسم المغرب ك‘‘العقل المدبر‘‘ لهذه العملية الكبيرة. غير أن اعترافات هذه الجهات نفسها تقر بضلوع دول أوروبية عديدة في التعامل مع تطبيق البرمجيات الإسرائيلي الذي تطرحه شركة ‘‘إن إس أو‘‘ للبيع في السوق. فما الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذا التحامل غير المبرر ؟

قبل أيام، تصدرت  أعمدة 17 صحيفة دولية نتائج تقارير صحفية انتشرت على الصعيد العالمي، وجاء فيها أن 50 ألف هاتف، لصحفيين ومناضلي حقوق إنسان وشخصيات عامة ومؤثرة، قد تم التنصت عليها من قبل دول وأطراف باستعمال البرمجية الإسرائيلية ‘‘بيكاسوس‘‘. من بين هذه الأرقام الهاتفية المعنية، يمكن أن نذكر هاتف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ومؤسس الجريدة الإلكترونية الفرنسية ايدوي بلونيل. الاتهامات ركزت بشكل كبير على المغرب، منصة‘‘فوربيدن ستوريز‘‘ للتحقيقات الصحفية ذهبت إلى حد القول بأن المغرب استأثر لوحده بخمس مجموع عمليات التنصت.

صمت مريب

لكن، إذا كانت نفس التقارير قد أشارت إلى استعمال 40 دولة وأغلبها أوروبي، لمنتوج شركة الإعلاميات الإسرائيلية (مجموعة إن إس أو) وتعاملها  به، فلماذا تجاهلت التغطية الصحفية المكثفة المضخمة ورود أسماء هذه الدول في حملتها الشعواء هاته ؟

الرد يأتي في سياق آخر. فوحدها الدول الصاعدة توضع في خانة الاتهام، وبينها المكسيك والمملكة العربية السعودية والهند والمغرب، الذي نفا بسرعة كل التهم الموجهة إليه وقرر متابعة المنابر الإعلامية المعلومة بتهمة القذف والتشهر. المملكة وخلال سعيها لتسليط الضوء الكامل على هذه القضية، تدعو هذه الصحف ومن يقف ورائها إلى تقديم أدلة ملموسة حول هذه الاتهامات، بطريقة واضحة وعلمية لتبرير حزمة الاتهامات المزعومة. ففي موضوع نشرته لوموند الفرنسية وحمل عنوان ‘‘مشروع بيكاسوس‘‘ أصرت الصحيفة على التمادي في اتهامات بناء على ما تدعيه من امتلاكها لمعلومات على الرغم من نفي المجموعة الإسرائيلية والمغرب، بل وتصر على أنها تمتلك ما تسميه ب‘‘الأدلة المادية‘‘ والتي لم يظهر منها أي شيء إلى حدود الساعة.

هذا التخبط والضبابية انتقدهما بشدة شكيب بنموسى سفير المغرب في فرنسا، مذكرا بأن المغرب طالما وجد نفسه ضحية اتهامات مماثلة خلال السنوات الأخيرة دون أن تقدم الجهات المتهمة أية دلائل ملموسة ‘‘في يونيو 2020 اتهمت أمنستي الدولية المغرب بالتجسس على صحافيين باستعمال برنامج معلوماتي مشابه. وقد سبق لرئيس الحكومة أن نفى هذه المزاعم وطلب في رسالة بعثها للمنظمة المذكورة بالإتيان بالدلائل الملموسة، وهي الرسالة التي ظلت بدون جواب منذ ذلك التاريخ‘‘.

بيكاسوس : من له المصلحة في استهداف المغرب ؟

بالنسبة للعديد من المتتبعين، استهداف المملكة يمكن أن يأتي في سياق عملية ‘‘زعزة استقرار‘‘ ممنهجة. في هذا السياق يضيف بنموسى ‘‘هناك شبكات معادية للمغرب، داخل فرنسا وخارجها، تتصرف وفق منطق زعزعة الاستقرار المغربي ووفق أجندة زمنية معينة. إذ كيف يمكن تفسير إعادة تدوير معلومات واتهامات جاهزة منذ أكثر من سنة، في هذه الفترة تحديدا بالتزامن مع الاحتفالات بعيد العرش والانتخابات المحلية والبرلمانية، وفي سياق يحقق فيه المغرب تقدما على أكثر من صعيد. وهو ما يمكن أن يزعج أكثر من جهة‘‘.

أكثر من صوت وأكثر من شخصية خرجوا في فرنسا للتشكيك في الاتهامات الموجهة للمملكة المغربية، أبرزها زعيم ‘‘فرنسا الحرة‘‘ جون لوك ميلانشون الذي غرد على منصة تويتر ‘‘مروجو هذه المزاعم يعرفون أنه من السهل اتهام المغرب في هذه القضية في الوقت الذي يشيرون فيه إلى أن الهاتف الشخصي للملك محمد السادس قد وضع تحت التنصت‘‘. كريستيان كامبون رئيس لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ الفرنسي أكد بدوره أن ‘‘الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء أزعجت أكثر من دولة إقليميا وعالميا وأنتجت هذه الحملة الشعواء التي تستهدف المغرب‘‘.

هل يؤدي المغرب ثمن دوره المحوري كعامل استقرار للمنطقة برمتها، بصفته حليفا تاريخيا لفرنسا وللكثير من دول أوروبا ؟  القوة الجديدة الصاعدة في شمال إفريقيا، تتولى العمل في أكثر من ملف ديبلوماسي أمني كبير في المحيط الإقليمي، وتحديدا في ليبيا ومنطقة الساحل، وأزمة الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين. إزعاج يأتي من الرؤية المعاصرة للعمل الديبلوماسي في إطار شراكات جنوب – جنوب، وهو ما أشار  إليه وزير الخارجية والتعاون الإفريقي ناصر بوريطة في تصريحه بتاريخ 22 يوليوز لمجلة ‘‘جون افريك‘‘ قائلا ‘‘بعض منابر هذا الكارتيل الإعلامي والجمعوي لم يتقبلوا رؤية مغرب ناجح ومؤثر، يعزز سيادته على كل المستويات، ويسعون لوضعه تحت الضغط دائما. أقولها متأسفا على سعيهم الخائب، هذا لن يحصل أبدا‘‘. واليوم قرر المغرب أن يضع ثقته في العدالة.. داخليا وخارجيا.