ثقافة وفن

الشرعي يكتب: مغرب قوي ومسؤول

بقلم: أحمد الشرعي الاثنين 23 أغسطس 2021
CFA1880C-20B8-4182-B255-143EFA8ECEBD
CFA1880C-20B8-4182-B255-143EFA8ECEBD

AHDATH.INFO

أعلن خطاب الملك بمناسبة تخليد ثورة الملك والشعب القطيعة مع عادات ثابتة، إذ لأول مرة يتوجه الخطاب الملكي في حيزه الأكبر للعلاقات الخارجية، لشرح الأسباب الحقيقة التي حركت استهداف المملكة خلال الأسابيع القليلة الماضية من خلال سلسلة هجمات متنوعة المصدر. فرفض الجزائر لليد المغربية الممدودة ليس مفاجئا بالمرة، لكن غير المقبول هو أن لا يفهم حلفاء استراتيجيون كفرنسا وإسبانيا أن المغرب قد تغير، وأن علاقاتنا بهم لا بد أن تنبني على الاحترام والتوازن والمساواة، وأن تظل شفافة تراعي مصالح كل الأطراف.

بسط الخطاب الملكي المعطيات التي تجعل من الدولة المغربية أمة ضاربة في عمق التاريخ، وكيف نجحت في بناء مؤسسات ذات مصداقية تقودها ملكية مواطنة. دولة قوية بمؤسسات ذات مصداقية تحترم التزاماتها على المستوى الأمني والدفاع حقوق الإنسان، لا يمكنها أن تقبل أي مساس من حلفائها بمصالحها الحيوية، بذرائع كالتوازن الإقليمي ، لإرضاء كيانات سياسية داخلية لأسباب انتخابية.

حمل الخطاب رسائل واضحة مفادها أن المغرب يحافظ على تحالفاته الاستراتيجية لأنه يعتبرها ضرورية، لكنه يرغب في أن تتمحور هذه التحالفات على شراكات تتعامل فيها الأطراف على قدم المساواة.

رئيس الحكومة الإسبانية ورئيسة المفوضية الأوروبية التقطا رسائل الخطاب الملكي ولم يتأخرا في الثناء عليه، وأبرزا في خرجتيهما الإعلاميتين معالم الشراكة الاستراتيجية التي تجمعهما بالمملكة، واستعدادهما لتعزيز العلاقات مع المغرب. قدرة المغرب على المفاوضة خارجيا بهذه القوة لا تعكس سوى مزايا البناء الديمقراطي الذي انخرط فيه في احترام تام للحقوق والحريات، واستعداده للوفاء بالتزاماته كما حدث في تدبيره لجائحة كوفيد. هذا الوزن الإقليمي ندين به لرجالات الدولة الذين تحركهم المصالح الوطنية والولاء للمشروع الملكي.

رجال دولة يقومون بواجبهم في نكران تام للذات، لا يستمتعون بالعطل، ولا يعيشون في حياة أسرية عادية. لم يتدرجوا من النخب ولا ينحدرون من أصول معينة. رجال قادمون من كل ربوع التراب الوطني، أو من فئات اجتماعية شعبية. المقياس الوحيد لنجاحهم المهني هو الكفاءة، ولهذا السبب هم فعلا فخر هذا الوطن. لقد اختاروا خدمة للمغرب، وبالطريقة المثلى، قاطعين الطريق بذلك على كل من يعتقد أن بإمكانه أن ينصب نفسه وصيا على المملكة.

هؤلاء الرجال وتلك النساء، يوجدون في الديوان الملكي ويشتغلون في طيف واسع من الأنشطة. فؤاد عالي الهمة المستشار الملكي لعب دورا مهما في تنزيل مقتضيات الدستور. أمنيا، السادة عبد اللطيف الحموشي وياسين المنصوري، الذين تدرجا في مختلف الأقسام، رجلا دولة من الطراز الرفيع يقدمان خدمتها للوطن بكفاءة ونكران ذات مشهودين، ويضمنان فعالية الدولة المغربية.