ثقافة وفن

#انتخابات2021?? : الدرس المغربي البليغ

عن "الأحداث المغربية" - عدد الويكاند الجمعة 10 سبتمبر 2021
61FDE135-8FFC-4E40-9CF8-479FA2A2DC5B
61FDE135-8FFC-4E40-9CF8-479FA2A2DC5B

AHDATH.INFO

كان درسا مغربيا بليغا آخر أكثر منه أي شيء آخر.

الأربعاء صنع المغاربة، بلدا وشعبا ودولة، التاريخ بالطريقة التي يتقنونها: الطريقة الحضارية المستمدة من العراقة قدرتها على الإبهار المتجدد.

أولًا شارك الناس بكثرة في صنع مستقبل بلدهم وأعطوا الدليل الإضافي على أنهم معنيون بشأن المغرب وأنهم يعرفون أهمية المشاركة المكثفة في صنع غد بلادهم

ثانيا مرت الانتخابات في ظروف استثنائية متميزة نوه بها الكل، وصفق لها الكل، وجاءت الشهادات بخصوصها من البعيد قبل القريب.

ثالثا قال الناخب المغربي كلمته بخصوص تسيير العدالة والتنمية الذي دام عشرية بأكملها، وقرر من انتخبوا يوم الأربعاء أن يطردوا هذا الحزب من التسيير الحكومي.

رابعا حصد التجمع الوطني للأحرار ثمار خمس سنوات من العمل الميداني الجاد التي كان يلمحها الجميع، وكان الكل يعترف بها وإن على استحياء أو سرا لئلا تطاله سلاطة لسان خصوم أخنوش الذين يتهمون كل معارض لهم بأنه يتلقى المقابل للقيام بتلك المعارضة.

خامسا سجل الاتحاد والاستقلال قدرتهما معا على البقاء كبيرين في المشهد الحزبي المغربي رغم الضربات الكثيرة والعديدة التي تلقاها الحزبان معا، وجزء كبير من تلك الضربات كان تحت الحزام ولم يكن نقيا تماما.

سادسا اتضح اليوم ان الناخب المغربي لايريد شعارات غامضة وفضفاضة، ولايثق بخطاب المظلومية الكاذب، ولايفهم ولايقبل ازدواجية العيش في الحكومة والحديث بلسان من يعيش خارجها.

سابعا الأعيان الذين كانوا دوما وأبدًا محترفي سياسة في هذا البلد أكدوا هاته الفرضية مجددا وأقنعوا الجميع أنه ليس عيبا أن تكون غنيا وأن تمارس السياسة طالما أنك تمارسها بوضوح وبشرف.

ثامنا وأخيرا لكي نظل في الرتبة التي احتلها الحزب الذي كان يسير الحكومة قبل هاته الانتخابات، سقطت دعوات المقاطعة بشكل مدو، بل وساخر بعد أن لم ينتبه لها أحد وظلت مجرد صيحة خائبة في الواد.

أكبر منتصر يوم الأربعاء الماضي كان المغرب، وهذا أهم مافي الموضوع ككل.