اقتصاد

حوار..يمني*:رهانات الناخب ليست عقائدية وهذه الأحزاب أقرب إلى توجهات "الأحرار"

أحمد بلحميدي الاحد 12 سبتمبر 2021
صورة يمني
صورة يمني

 

إلى أي  مدى كانت البرامج الاقتصادية للأحزاب حاضرة في ذهن الناخب المغربي خلال اقتراع 8 شتنبر ؟

 

في رأيي نتائج الانتخابات التشريعية والجهوية, تبرز آمال المغاربة في مغرب الغد, وأحلام العديد منهم خصوصا الشباب بإقلاع اقتصادي واجتماعي حقيقي. الأكثر من كشفت نتائح اقتراع 8 شتنبر, أن رهانات 40 مليون مغربي ليست دينية أو عقائدية, بل هي اجتماعية واقتصادية محضة أي بتعبير آخر, وضع المغاربة ثقتهم في الأحزاب القادرة على إنحاح المشاريع الملكية بما فيها النموذج التنموي الجديد, التغطية الاجتماعية الشاملة والإقلاع الاقتصادي بحلول 2035. لكن هذه الانتظارات تفترض تشكيل تحالف قوي قادر على تنزيل هذه المشاريع,لأنه كما تعلمون, عامل النسبة في الانتخابات بالمغرب, يجعل من المستحيل حصول أي حزب على أغلبية , كما هو الحال مثلا ببلجيكا وإسرائيل, مما يحتم تشكيل تحالف لصنع  أغلبية, وهذا يفرض مبدأ  مزج البرامج السياسية والاقتصادية, ولكن تنازلات أيضا.

 

وماذا عن الحزب الذي سيقود  الحكومة؟

 

هذا الحزب جنى ثمار أداء وزرائه في الحكومة السابقة, سواء على مستوى التصدي لجائحة كورونا, أو على مستويات المساهمة في رسم استراتيجيىة إنقاذ الاقتصاد,وآلية الإنتاج. هناك أيضا ملف المديونية وصلابة الدرهم فضلا عن مناصب الشغل وتتثمين المبادرة الملكية بإحداث صندوق كوفيد 19, وزرع التضامن الاجتماعي, هذا دون أن ننسى كذلك التخطيط لاستراتيجية "بديل الاستيراد" فيما يخص الصناعة التحويلية الخفيفة. كل هذه المبادرات تجعل من هذا الحزب مرشحا شرعيا لقيادة الشق الاقتصادي, لأنه شجاع, ناجح في ريادة الأعمال, وتسيير السياسات العمومية.

 

لكن الأحرار في حاجة إلى تحالف. من هي الأحزاب الأقرب من حيث برا مجها الاقتصادي لتنزيل هذه الاستحقاقات؟

 

حزب الأحرار يراهن على إحداث مليون منصب شغل في خمس سنوات , ويراهن على تحقيق 5 في المائة كمعدل نمو, وكذلك على تنزيل المشروع الملكي الاقتصادي والاجتماعي.هذا الطموح أظن أن النظرة العقلانية لحزب الاستقلال, وبرنامجه الاقتصادي الواقعي, وكذلك توجهاته الاجتماعية وتجاربه السابقة, ستجعل حليفا استراتيجيا ووسيطا إيجابيا بين النزعة اللبرالية لحزب الأحرار, وقيود التماسك الاجتماعي والاقتصادي الذي تفرضه هشاشات الأغلبيات من فئات الشعب المغربي.

 

الاستقلال فقط؟

 

بالطبع  لا. أرى أيضا حزب الاتحاد  الاشتراكي للقوات الشعبية  في هذا التحالف. هذا الحزب يمكن أن يقدم مساهمات فيما يتعلق بالإصلاحات الضريبية والعدالة  الضريبية, لكن أيضا على مستوى جذب الاستثمارات من دول جديدة. لكن في الوقت لاأستبعد دخول "البام", وإن كان برنامجه الاقتصادي غير واضح ودقيق.لكن هذا الحزب المتمركز في المدن الصغيرة والقرى, يمكنه أن يساهم في بروز طبقة متوسطة في الوسط القروي, لأنه حزب أعيان, وبورجوازية البوادي التي إذا غيرت منهجها المبني على الريع إلى منهج مبني على الإتاج مرتكز على المشاريع, يمكن هذا الحزب أن يلعب دورا مهما  في الحكومة المقبلة بما في ذلك إعطاء نفس جديد للجهوية الموسعة.وفي المحصلة,يبقى "الأحرار" حزب المال والمقاولات, ويتمركز أساسا بالمدن,وهو الأمر ذاته بالنسبة لأحزاب الطبقة المتوسطة كالاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية,بينما يتمركز الأصالة والمعاصرة بالقرى بالنظر إلى أنه حزب الأعيان بالبوادي بامتياز.

 

 

عبد الغني يمني أستاذ السياسات العمومية