السياسة

أفغانيات يتحدين طالبان ويتظاهرن رغم "الحظر"

محمد كريم كفال الاثنين 13 سبتمبر 2021
Doc-P-863181-637671139702717274
Doc-P-863181-637671139702717274

AHDATH.INFO

كانت الناشطة الأفغانية رمزية (22 عاما)، تستعد للمشاركة في تظاهرة نسائية ضد تشكيل حكومة كل أفرادها من الرجال، وأصرت الناشطة على المضي قدما في خطة التظاهر وشجعت نساء أخريات رغم حظر طالبان للاحتجاجات وتهديد المخالفين بالاعتقال.

رمزية وآخرون فتح لهم المجال للمعارضة بعد الإطاحة بنظام طالبان قبل 20 عاما، لكن مع وصولها مجددا للحكم، تحاول الحركة كبحها، وفق تقرير لصحيفة واشنطن بوست استعرض شهادات عدد من الناشطين والناشطات في ظل حكم طالبان.

أصرت رمزية على الالتقاء بناشطات أخريات، الأربعاء الماضي، في المكان المحدد للتجمع بوسط العاصمة كابل، رغم تلقيها إشعارات على هاتفها عن حالات اعتقالات واعتداءات في ذلك اليوم. وقالت للصحيفة: "أصواتنا تشكل تهديدا لهم. لهذا السبب قالوا إن الاحتجاج غير قانوني. لكن كل ما نريده هو حقوقنا".

وجلست ريم هاشمي (25 عاما) في حالة صدمة بعد أن علمت أن شرطة طالبان اعتقلت صديقات لها أثناء ذهابهن إلى وسط كابل. شاركت هاشمي في عدد من الاحتجاجات في ظل حكم طالبان من قبل، لكن رد فعل الحركة، الأربعاء الماضي، "كان الأعنف" منذ سيطرتها على العاصمة.

وتتذكر رمزية عندما قام مسلحو طالبان، الأسبوع الماضي، بإطلاق النار في الهواء لتفريق حشود. تقول: "في تلك اللحظة كنت خائفة. سمعت أحد القادة يأمر مقاتليه بإطلاق النار علينا، لكنني تذكرت قصة مالالا يوسفزاي. شجعني ذلك على الاستمرار، والاستعداد لدفع هذه التكلفة مقابل حريتنا".

وكانت وزارة الداخلية الأفغانية قد أعلنت في وقت سابق منع التجمهر تحت أي ظرف، وذلك مع تصاعد الاحتجاجات منذ إعلانها عن الحكومة الجديدة، الثلاثاء الماضي. وقطعت الحكومة، الخميس الماضي، خدمة الإنترنت عن بعض مناطق العاصمة تزامنا مع خروج مظاهرات تتحدى حظر الحركة للاحتجاجات.

ويقول تقرير واشنطن بوست إن عشرات الآلاف من الأفغان في المناطق الحضرية أمضوا حياتهم في بلد تدعمه القوات الغربية، وينتشر فيه الخطاب الليبرالي، وهم مصممون على العيش في مجتمع أكثر تسامحا، لكن بعد أيام من حملات القمع العنيفة التي شنتها طالبان، وحظر التظاهرات، لم يتضح ما إذا كانت حركة الاحتجاج ستستمر في شكلها الحالي.

ويقول المتظاهرون إنهم عازمون على مواصلة القتال، لكن بعد موجة هجمات طالبان الوحشية ضد المتظاهرين والصحفيين الأسبوع الماضي، اختفى العديد النشطاء.

ظفر الدين نوروزي (28 عاما)، الذي انضم إلى الأفغانيات في شوارع العاصمة، قال إنه يتظاهر في كابل منذ أكثر من ست سنوات، لكن بعد عودة طالبان، تغير كل شيء، و"كان الأمر أشبه بالسقوط".

كريمة شجازادة (26 سنة) تعلم أنها تخاطر بحياتها عندما تتظاهر، وتقول: "في الماضي، كنت متأكدة أنني سأعود إلى المنزل بأمان. الآن، عندما أخرج للاحتجاج، لا أعرف ما إذا كنت سأعتقل أو أتعرض للضرب أو للقتل".

ويقول روح الله رزيقي إنه تم القبض على اثنين من أصدقائه خلال تظاهرة في كابل، الثلاثاء الماضي، وبعد الإفراج عنهم، شاهد على جسديهما آثار التعذيب والجلد.

ويقول التقرير إنه رغم أن العديد من الناشطين، بقوا في منازلهم بعد حظر التظاهر، إلا أن محمد ناصر جهانزيب (29 عاما) يقول إنه "توقف مؤقت"، مضيفا "لن أنسى حقوقي. لن أتوقف أبدا. حتى لو استمروا في منعنا من الاحتجاج".

ويرجع جهانزيب الفضل في الحريات المدنية التي حصل عليها إلى التدخل الأجنبي في أفغانستان، وقال: "لو لم تأت الولايات المتحدة إلى أفغانستان، لأصبحت على الأرجح ملاليا أو عضوا في طالبان".

وتشعر رمزية بالامتنان لتعليمها في مدارس لم تكن موجودة قبل الإطاحة بطالبان، وما تعلمته من الندوات حول حقوق المرأة والنشاط المدني الممول من المساعدات الدولية. وتقول: "تعلمت أولا عن حق المرأة من القرآن، ولكن عندما كانت الولايات المتحدة هنا، تعلمنا المزيد عن حقوقنا في المجتمع، والاحتجاج، وقوة رفع أصواتنا".

ويقول قادة طالبان إن الحركة تغيرت عما كانت عليه قبل 2001، لكن حملة القمع الأخيرة في الأيام الماضية ألقت بظلال من الشك على نوايا الحركة، خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة.

وقال وزير التعليم العالي في حكومة طالبان الجديدة إن النساء يمكنهن مواصلة الدراسة في الجامعات، بما في ذلك في مستويات الدراسات العليا، لكن هذه الفصول الدراسية ستكون منفصلة بين الجنسين وأن اللباس الإسلامي إلزامي.

ويدفع الخوف من طالبان الأفغانيات لترك الدراسة، ومن بينهن نورا، التي تركت الدراسة في الجامعة، وأصبحت لا تخرج إلا نادرا إلى الشوارع، وهي مهمة أصبحت أقرب إلى "مغامرة الآن بالنسبة للنساء"، وفقا لما ذكرته لموقع الحرة.