آراء وأعمدة

د.أكنوش يكتب: التحريض على المدرسة العمومية باسم الدين والأخلاق هي أخطر الجرائم على الإطلاق..

بقلم: د. عبد اللطيف أكنوش الجمعة 12 نوفمبر 2021
Screenshot_20211112-204212_Facebook
Screenshot_20211112-204212_Facebook

Ahdath.info

بعد اعتماد "قانون الفصل بين الدولة والكنائس" في عام 1905، اجتاحت فرنسا موجة كراهية غير مسبوقة لكل ما هو "جمهورية" أو "دولة" نظمها القساوسة الكاثوليك برعاية دولة الفاتيكان… فانبرى الرهبان والقيّمون على القداسات لتحريض المؤمنين على رفض المدرسة العمومية كأداة مركزية لضمان المساواة بين الفرنسيين بغض النظر عن ديانتهم، وزرع روح الجمهورية والصالح العام واللائيكية في النشء داخل منظومة للتنشئة الاجتماعية والسياسية لمجموع الفرنسيين بدون استثناء…

وبين عام 1905 و 1912، تجندت وزارة الداخلية الفرنسية ووزارة العدل ورئاسة الحكومة بقيادة "جورج كليمونصّو" لمحاصرة القساوسة والرهبان ومنعهم من مسعاهم لدرجة قطع العلاقات الديبلوماسية مع دولة الفاتيكان والبابا…

في هذه الفترة نظمت محاكمات عديدة لرجال الدين الذين يكتبون في الصحف ويلقون الخطب على مسامع جمهور المتدينين بهدف دفع الفرنسيين إلى مقاطعة المدرسة العمومية للجمهورية على اعتبار أنها مدارس مارقة تعلم النشء الابتعاد عن الدين والزندقة والدعارة…

وكثير من هؤلاء من انتهى به الأمر بأداء غرامات خيالية، بل وحتى الحرمان من

الحرية موقوفة التنفيذ ولكن مع الإدانة القضائية بالطبع…

ولكن مادام أنه "مايدوم غا الصح"، فقد عادت فرنسا لحياتها الطبيعية بعد أن قهرت رجال الدين والكنيسة فيما يتعلق بالمدرسة العمومية كسلاح الدولة في صناعة المواطن…

بالطبع، هاذ التدوينة جاءت في سياق "فقيه" تطوان الذي حرّض المغاربة على

محاربة المدرسة العمومية…والذي تابعته، قضائيا، وزارة التعليم والرياضة…

لذلك اقول للقضاة المكلفين بهذا الملف إنه قبل البت فيه مافيها باس الاطلاع على هاذ الأحكام الفرنسية بين 1905 و 1912، نظرا لأنها مادة خام هامة جدا لفهم العلاقة بين حرية الرأي والطعن والتحريض ضد المؤسسات الأساسية للدولة سواءً كنا في فرنسا أو في زحيليگة، لان منطق الدول منطق واحد…

وهاد الأحكام متوفرة في الانترنيت ويمكن الرجوع اليها..