مجتمع

درب غلف الحي المحمدي و الرحمة ..ATEC ترفع تحدي التبليغ على تعنيف النساء بأكبر أحياء البيضاء

سكينة بنزين الثلاثاء 30 نوفمبر 2021
IMG-20211130-WA0007
IMG-20211130-WA0007

AHDATH.INFO

"نطالب بدورات تكوينية تمكننا من تقديم المساعدة للنساء المعنفات بسبب احتكاكنا المباشر مع هذه الفئة" يقول سائق طاكسي اختار الانخراط في مشروع القضاء على العنف الممارس على النساء، وفق ما جاء في فيديو توعوي عرضته جمعية "التحدي للمساواة والمواطنة" صباح اليوم الثلاثاء 30 نونبر، خلال ندوة صحفية خصصت لإطلاق مشروع "كلنا نبلغوا على العنف الممارس على النساء"، الذي تدعمه السفارة الفرنسية بالمغرب.

جمعية التحدي للمساواة والمواطنة التي اختارت منذ تأسيسها اعتماد سياسة القرب للتصدي لظاهرة العنف الممارس على النساء، تمكنت من طرح مشروع جديد يعتمد نفس السياسة، من خلال شراكة جمعتها بجمعيتي قلوب الرحمة الناشطة بالرحمة، وجمعية تنمية الإبداع النسوي الناشطة بالحي المحمدي، يوضح المهدي ليمينة، منسق مشاريع بجمعية التحدي، الذي أشار أن المشروع الحالي اختار العمل ضمن حيز جغرافي يضم أشهر أحياء البيضاء العتيقة، ليساهم في رفع الحيف على فئات متعددة من النساء يجمعها قاسم القهر،والظلم والتعنيف، ليخص بالذكر النساء المطلقات والأرامل والأمهات العازبات.

وأشار ليمينة أن شبكة أمان ستفتح الباب لشراكة مع المزيد من الجمعيات التي تعتمد نفس سياسة القرب ونفس الأنشطة الموجهة للمعنفات، لكن هذه المرة بإدماج طيف واسع من المهن والوظائف التي كشفت الجائحة أنها كانت الأكثر احتكاكا بالمعنفات، كسائقي سيارات الأجرة الذين لجأت لهن المعنفات بعد طردهن من البيت أو هربهن من الاعتداء من أجل نقلهن نحو المستشفيات أو مراكز الشرطة، إلى جانب الصيادلة الذين تهرع لهن المعنفات طلبا للدواء بعد الاعتداء، وكذا المرشدات الدينيات وأصحاب المحلات.

ممثلة السفارة الفرنسية أكدت بدورها على أهمية المشروع الذي تقدمت به جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، والذي مكنها رفقة عشر مشاريع أخرى من الحصول على دعم السفارة الفرنسية من بين 200 مشروع توصلت بها السفارة في إطار التصدي لظاهرة العنف الممارس على النساء، كما أشارت ممثلة السفارة أن الرجال المغاربة أظهروا رغبتهم في الانخراط في مشاريع تروم القضاء على العنف الموجه للنساء، رغم ما يمثله من تحدي بسبب عدم قدرة النساء على كشف ما يتعرضن له من تعنيف، ثم التحدي الموالي في ما يلزم فعله بعد فضح مختلف أشكال العنف.

وعن السياق العام لولادة هذا المشروع الجديد "كلنا نبلغوا على العنف الممارس على النساء"، أوضحت بشرى عبده، مديرة جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، أن الجمعية لاحظت خلال فترة الحجر ارتفاعا غير مسبوق لحالات التبليغ عن العنف، بعد أن أجبرت الجائحة بقاء المعنفة مع معنفها تحت سقف واحد خلال فرض الحجر الصحي الذي كشف عن حجم المعاناة داخل البيوت، ما دفع الجمعية إلى إطلاق مبادرة للاستماع إلى المعنفات قصد توجيههن عن بعد من خلال تقديم خدمات قانونية وصحية واجتماعية، إلى جانب التنسيق مع جمعيات صديقة تشتغل على نفس الظاهرة، حيث عمدت الجمعية إلى إحالت عدد من الملفات على الجمعيات المتواجدة بمدن أخرى، ما اضطر الجمعية إلى اعتماد إمكانياتها المحدودة لتوفير الحاجيات الآنية، والإيواء المؤقت بعد أن أغلقت في وجوههن كل الأبواب.

وأوضحت بشرى عبده أن المشروع يأتي اليوم للإجابة عن الأسئلة الآنية التي فرضها الحجر، والأرقام الصادمة التي تم التوصل لها، حيث كانت مجموع الحالات التي تعرض على الجمعية خلال السنة، 300 حالة عنف، ليتجاوز الرقم 700 حالة تعنيف خلال ثلاثة أشهر فقط من الحجر، ثم انتقل الرقم إلى 1000 حالة تعنيف العام الجاري، و أوضحت عبده أن خطورة الوضع تكمن في عدم القدرة على التبليغ بسبب الخوف أو الجهل أو عدم الثقة في المؤسسات، حيث كشفت أرقام المندوبية السامية للتخطيط، أن 10 في المائة فقط من المعنفات يلجأن للتبليغ عن العنف الممارس عليهن، بينما تلوذ البقية بالصمت، في الوقت الذي تجهل أزيد من 63 في المائة من النساء بوجود مؤسسات تحميهن من العنف سواء كان جسديا أو نفسيا أو اقتصاديا أو جنسيا أو قانونيا أو رقميا، كما استحضرت الناشطة الحقوقية صورة المرأة المعنفة داخل تقرير النموذج التنموي الجديد، الذي اعتبرها امرأة مقاتلة تبحث عن المساعدة لأخذ حقها واسترجاع كرامتها وجبر الضرر الذي تعرضت له.

وقالت مديرة جمعية التحدي للمساواة والمواطنة المتواجدة بدرب غلف،أن اختيار العمل مع جمعية تنمية الإبداع النسوي بالحي المحمدي التي تهتم بتكوين النساء في المجال الاقتصادي والتبليغ عن العنف الممارس عليهن، وجمعية قلوب الرحمة المتواجدة بحي الرحمة، استحضر نقاط الالتقاء بين الجمعيات الثلاث، من حيث قربها من المتضررات.

ونادت الجمعية بالتصدي لظاهرة الإفلات من العقاب التي تزيد من تعنت الجاني، مطالبة الحكومة بأخذ العنف المنزلي كأولوية لرفع الحيف عن النساء المتخوفات من اللجوء للمحاكم، وأوضحت عبده أن المشروع جاء بهدف تحسين نظام التبليغ عن العنف، ونشر ثقافة المساواة ومحاربة الأفكار النمطية وأحكام القيمة داخل ثلاث من أكبر أحياة البيضاء (درب غلف، الحي المحمدي، الرحمة)، عبر وضع نظام فعال للتوجيه والتوعية والإبلاغ، يستهدف الأطفال وأطر الجمعيات والرجال.

وارتباطا بنشاطها الميداني على مدار السنة، وقربها الشديد من الفئات الفتية، من المنتظر أن يعرف البرنامج تنظيم مخيم صيفي من عشرة أيام مخصص للأطفال واليافعين، لنشر ثقافة المساواة ونبذ العنف إلى جانب تنظيم قافلة توعوية متنقلة تضم أطر الجمعيات الثلاث داخل أعرق أحياء البيضاء، مع الانفتاح على الابداع المسرحي والسينمائي لتكثيف قنوات إيصال رسائل توعوية بعيدا عن النمطية.

وأكدت بشرى عبده أن عمل الجمعيات سيكون بعيدا عن التناول النخبوي والنقاشات الاكاديمية، قصد إشراك مختلف الفئات في مشروعها، خاصة الفئات التي ترصد يوميا حالات المعنفات، كالسائقين الذين سيستفيدون من تكوين حول طرق التدخل والإرشاد، مع تزويدهم بأرقام وعناوين الجمعيات وخلايا التكفل بالنساء داخل المستشفيات والمؤسسات تبعا للحيز الجغرافي الذي يشتغل فيه السائقون.