ثقافة وفن

#ملحوظة_لغزيوي: اللعب بعلم فلسطين!

المختار لغزيوي - الأحداث?? المغربية (الملحوظة) الجمعة 24 ديسمبر 2021
4317FF2D-1E3B-405C-91CE-4D2EF5684D16
4317FF2D-1E3B-405C-91CE-4D2EF5684D16

AHDATH.INFO

بعد منتخب الجزائر الذي ربط لاعبوه رؤوسهم برايات فلسطين، عقب تتويجهم بالكأس العربية في قطر، أتى الدور على لاعبي الأهلي المصري الذين سرقوا فوزا كان في متناول الرجاء يوم الأربعاء في نهائي السوبر الإفريقي، حيث حمل لاعبون نادي القرن علم فلسطين مؤكدين ارتباط الأمة، من خليجها الهادر حتى محيطها الثائر، بهاته القضية العادلة المسماة القضية الفلزسطينية.

طبعا في الحكاية تضامن مشروع مع قضية عادلة لشعب يريد استعادة حقوقه. ولعلنا لن نفشي سرا، إذا قلنا إن جمهور الرجاء العالمي هو أبرز من حمل هاته القضية الفلسطينية في قلبه وبين حنايا الأضلع، وقدمها بشكل فني رائع من خلال مقطوعة « رجاوي فلسطيني » التي جابت العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه.

من هاته الناحية لا إشكال. بل بالعكس التنويه بمستوى وعي اللاعبين العرب الذين يعرفون أن الرياضة قد تصلح هي وميادينها لإيصال الرسائل العميقة، عوض الاكتفاء بالعابر من الحركات والتافه من التصرفات.

ولنا في ملاعب أوربا أو أمريكا التي تنتفض ضد العنصرية المقيتة ضد السود، أو في ملاعب أوربا أيضا التي تنتصر لقضايا الأقليات الجنسية المضطهدة، خير مثال على مايمكن أن تقدمه الكرة في مجال إيصال الرسائل الهامة هذا.

يبقى إشكال بسيط هو ماعانت منه فلسطين منذ بدء بيع أراضيها للإنجليز، مما قرأناه في كتب التاريخ، ويعرفه من تابع هذا الملف قليلا.

هذا الإشكال هو إشكال النية السيئة إذ تحاول الركوب على قضية فلسطين.

خذ لك مثلا حكام الجزائر: ليس هناك فلسطيني صغير واحد ولا فلسطينية صغيرة واحدة، يمكنهما أن يصدقا أن تبون أو شنقريحة يساندان الشعب الفلسطيني لوجه الشعب الفلسطيني ويحلمان ليل نهار بتحرير القدس وإعادتها إلى الحظيرة العربية.

عندما تحاول أن تقنع صغار الفلسطينيين بهذا الأمر يردون عليك بالابتسامة الساخرة، ويقولون لك « نوصي السيد تبون والسيد شنقريحة أولا بالاستجابة لمطالب شباب الحراك الجزائري الذين قالوها لهما ولمن معهما مباشرة « تتنحاو كاع » وبعدها لكل حادث حديث »، قبل أن يضيفوا « أما فلسطين فلها أهلها الذين يدافعون عنها وعن عدالة قضيتها ولديها مساندوها الحقيقيون الذين لا يبيعونها الكلام، ولكن يسندون القول بالفعل، ويقدمون للناس هناك مايساعدهم حقا على البقاء والمقاومة، وفي مقدمة المساندين الحقيقيين المغرب ملكا وشعبا من خلال بيت مال القدس ومن خلال الدفاع المستمر عن الحل العادل والسلمي الشامل لهاته القضية ».

بعض أصحاب النيات السيئة - وللأسف عالمنا العربي الذي أسماه الكبير الماغوط تابوتنا الممتد من الماء إلى الماء مليء بهاته السلعة حد الاختناق - يريدون من خلال رفع العلم الفلسطيني في مباريات ضد فرق مغربية عكس مايعلنونه من تضامن مع فلسطين.

هاته النيات السيئة تريد أن تقول لنا إننا لم نعد نهتم بفلسطين.

يرد عليهم المغربي المقتنع بما يفعله بأن ماقدمه المغرب لتلك الأرض، ومايقدمه، وماسيقدمه هو السبيل الوحيد لحل المشكل فيها حلا نهائيا وعادلا ومتوازنا بين جميع من يعتقدون أن لديهم حقا في تلك الأرض.

البقية يقترحون منذ بداية هاته القصة الأليمة الشعارات والصور ورفع الشارات بالنصر الكاذب فيما الأمة تنهزم كل يوم آلاف المرات…

لن نبيع - لأننا أهل صدق في المغرب - فلسطين الوهم، ولن نكذب عليها بالصور والشعارات. سنعاهدها هنا، نحن الذين لدينا باب باسمنا في قلب القدس، هو « باب المغاربة » أننا سنناضل بالعقل السليم من أجل الوصول بها ذات يوم إلى مايريده شعبها : عودة الحقوق لأصحابها، وعيش الجميع في أرض السلام بسلام