ثقافة وفن

"الأحداث المغربية" تكتب: تلفزيون يبحث عن محاورين !!!

من صميم الأحداث. الأحداث المغربية - عدد الويكاند الجمعة 21 يناير 2022
FB_IMG_1639266812977
FB_IMG_1639266812977

AHDATH.INFO

في الركن الموازي لهذا الركن في هاته الصفحة الأولى، أي الملحوظة، نتحدث عن القراءة السياسية لمرور رئىس الحكومة عزيز أخنوش في التلفزيون المغربي يوم الأربعاء الماضي.

دعونا في هذا الركن نتحث عن المرور التلفزيوني ومعانيه ومغازيه ومايرمي إليه.

من المخزي أن تلفزيوننا، بعد مرور خمسين سنة أو يكاد، لازال لم يعثر بعد على محاورين سياسيين تلفزيونيا يعهد لهم القيام بهاته المهمة ويرتاح.

في كل بلدان المعمور المتقدمة، ونحن نقارن أنفسنا في المغرب بالمتقدمين لا المتخلفين، تجد أناسا معينين يعرفون بقدراتهم الحوارية، يتميزون في هذا التمرين، يؤكدون عليه المرة الأولى والثانية والعاشرة والمليون، ويثبتون أنهم يفوقون من عداهم في هذا المجال، لذلك يكونون الأسبق والأكثر تقديرا، والأولى بخوض هذا التمرين المرة بعد الأخرى، والأحق بعيش هاته اللحظـات التي تعد فاصلة في تاريخ التلفزيون والسياسة في البلدان إياها.

يقع هذا الأمر في أمريكا، ويقع في بريطانيا، ويقع في فرنسا، وهي بلاد يتفرج على تلفزيوناتها مسـؤولو التلفزيون المغربي بشكل كبير للغاية، بل ويتحدثون لغتها أفضل مما يتحدثون لغة البلاد مما يمكن أن نتحدث عنه لاحقا.

سوى أننا نأتي إلى المغرب وتراد لنا أشياء غريبة للغاية…

يتم تكليف أناس لانعرفهم، ولا نشاهد لهم يوميا ولا أسبوعيا ولا شهريا أي نشاط في الميدان بتنشيط برامج لا نعرفها

يتم اختراع لحظـات تلفزيونية لأناس يعرفون أناسا كلفهم بهم أناس آخرون لأسباب لا نعرفها.

ثم يتم في النهاية اغتيال تمرين تلفزيوني/سياسي مثل حدث استضافة رئيس الحكومة، في أول خروج إْعلامي عبر الرسمي من القنوات بتكليف أناس يحفظـون الدور جيدا لكن لايستطيعون إتقان تنفيذه مثلما رأينا يوم الأربعاء الماضي

دعونا نقولها بهدوء ودون أي تشنج وبكل الصدق الممكن : فن إضاعة الفرص الحقيقية للتهديف ليس فنا يتفوق فيه من يتم استدعاؤهم للمنتخب الوطني دون أي دليل على الاستحقاق يقدمونه.

هذا الفن فن عام يشمل الكثيرين، ويشمل مجالات عديدة، وفي مقدمتها المجال التلفزيوني وعلاقته بالحوار السياسي بالتحديد.

نترك للناس أن تحكم على مارأته، ولن نقول شيـئا، لـئلا يقول لنا قائل « ماذا تريدون؟ ».

فقط سنقول إن فن إضاعة الفرص هذا هو فن ابتليت به بلادنا بامتياز، وهو لا يمس المنتخب الوطني فحسب الذي يستدعي الكعبي لتسجيل أهداف لن يسجلها ويترك رحيمي علـى الرف، بل يمس كثير المجالات.