ثقافة وفن

#ملحوظة_لغزيوي: هذا المنحدر !

المختار لغزيوي - الأحداث المغربية الخميس 17 فبراير 2022
7CB37621-7C34-42C4-AB88-981A033BD867
7CB37621-7C34-42C4-AB88-981A033BD867

AHDATH.INFO

أتيحت لي منذ السن المبكر أن أتابع دوما وأبدا النقاش السياسي الفرنسي، وبالتحديد منذ الثمانينيات حين قضيت وأنا صغير وقتا لابأس به في تولوز لأسباب عائلية، وتزامن وجودنا هناك مع اجتياح إسرائيل للبنان والمظاهرات التي كانت تملأ شوارع المدينة/ الوردة مثلما تسمى تولوز، إن مساندة لفلسطين ولبنان، أو مساندة لإسرائيل...

تلك المشاهد حركت في الطفل الذي كنته الإيمان بأهمية السياسة في بلد مثل فرنسا، ودفعتني مع تقدم السنوات لمتابعة النقاش السياسي هناك عن كثب على اختلاف تطوراته وسنواته والوجوه التي أثثته.

لذلك أستطيع بعد كل هذا العمر أن أغامر وأقول بأن نقاش الرئاسيات هاته السنة في فرنسا هو أكثر نقاش اقترابا إلى السفح فعلا.

نزل مستوى السياسة في العالم حقا، هذه أصبحت كالمفروغ منها. لكن المثاليين والحالمين، من أمثال العبد لله، ظلوا يعتقدون أن فرنسا العلم والأنوار والحرية والفكر والإبداع والشعر والسياسة بمعناها الرفيع، ستظل في مأمن من هذا النزول...

للأسف خابت أحلام الحالمين مرة أخرى. وعندما تولي وجهك صوب النقاش الدائر حاليا من أجل رئاسيات أبريل تجد رجلا حانقا كان صحافيا فيما مضى يمضي وقته في سب الإسلام والحجاب. قربه تجد سيدة إبنة أبيها تنافسه أيضا في سب الإسلام والحجاب. غير بعيد عنهما لغط كثير من طرف يساري متشدد يعتقد أن كاسترو نموذج طيب للحكم، ويساريون مشتتون يثيرون فقط رغبة البكاء لدى من آمن يوما بالفكرة اليسارية الكبرى، وأناسًا آخرين يرددون كلاما يشبه في نزوله نقاش "هشة بشة مشة" الذي يقصفنا به قوم السياسة هنا في الوطن الحبيب...

إلى أين نولي الوجهة إذن وهذا الانحدار العام شمل حتى من كنا نعتقدهم أرفع من السقوط فيه؟

لاندري.

المهم هو أن ذلك "الحريك" الفكري نحو نقاشات كنا نجد فيها العوض ونتغزل فيها لم يعد ممكنا.

لذلك نكتفي بتحريك الأصبع في "تيك توك" صعودا ونزولا لكي نرى آخر رقصاته وآخر إبداعات المهووسين والمهووسات به والسلام...في انتظار شيء ما وكفى