AHDATH.INFO
من ملاحظة بسيطة، وإلتفاتة أب ذكية تساير شغف أطفاله، تمكن طارق بلغازي من ترك بصمة خاصة في عالم الألعاب الإلكترونية بعد أن راودته فكرة خلق جو من التنافس بين أطفاله المتعلقين بالألعاب الإلكترونية لفري فاير خلال فترة تواجدهم في المنزل، حيث عمد قبل سنتين (2020) إلى البحث عن مجموعة من الأطفال للتنافس مع أطفاله خلال اللعب، إلى أنه لم ينجح رغم مجهوده في العثور على الفريق المنشود داخل الدار البيضاء، ما اضطره للتواصل مع صديقه في فرنسا للحصول على المشورة والمساعدة في تأسيس ناد يمثل المغرب، ومن هنا اكتملت ملامح المنتخب المغربي وتمت تسميته بـ MCES Africa.
وصرح طارق أن خطوته كانت بسبب رغبته في توفير بيئة محفزة لأطفاله، وليس بقصد إنشاء مؤسسة رياضية ليصبح رجل أعمال.، رغم يقينه بأن تكوين فريق لن يكون أمرا سهلا وسيتطلب الكثير من الجهد للخروج بفريق يمكنه المشاركة في بطولات الألعاب الإلكترونية، وراهن الأب على أخذ شغف أطفاله نحو مسار آخر بعيد على مجرد إهدار الوقت في اللعب، من خلال مسابقات توفر فهم قيمة مضاعفة يتم تقاسمها مع مشاركين من مختلف أنحاء العالم، وتمنحهم الثقة والإصرار والعمل الدؤوب للوصل إلى النصر والنجاح.
البداية لم تكن موفقة حين عجز الفريق عن تحصيل نتائج إيجابية، حيث تلقى خسارات متتالية خلال المنافسات النهائية، ما عرضه للانتقاد من طرف معجبيه، إلا أنه تمكن فيما بعد من التقدم خلال المنافسات الإلكترونية على مستوى المغرب ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ليتحول إلى نادي يضم 100 لاعب موزع على 18 فريق يطمح في حصد البطولات الالكترونية مع تنمية حس التحدي والمغامرة والمثابرة بين صفوف المنتمين تحت رعاية "أبوية" من طارق، ما مكنهم في التطور خلال مدة عام، حيث توج الفريق المغربي بطلا للنسخة الرابعة من بطولة فري فاير العربي لعام 2021.
وعن هذا التطور الملفت في المستوى، أوضح طارق بلغازي، أن الفريق كان خلال الموسم الثالث بالكاد يتلمس طريقه كفريق وافد جديد بدون خبرة كافية، ما جعل مستواه متواضعا أمام فرق قوية سبق أن أثبتت نفسها في المنافسات الإقليمية، وهو ما دفع "المدرب الأب" إلى اعتماد عدد من التغييرات داخل فريقه المميز الذي لم يسعفه الحظ، ليواصل التداريب التي مكنته من تحقيق اللقب خلال الدورة الرابعة للبطولة التي تنظمها فري فاير.
وفي الوقت الذي ينظر فيه الجيل السابق لهذه الرياضات بتوجس واستغراب عن سحرها وسبب استقطابها في كل هذا الاهتمام من الشباب والأطفال، أشار طارق أن الألعاب الالكترونية التي تتم بشكل منظم وداخل فرق، تمكن من إشاعة قيم التواصل والترابط الاجتماعي بين الفريق، وتبدو رؤية طارق مختلفة تماما عن النظرة السائدة حول الالعاب الالكترونية التي يروج لها كطريق نحو الادمان والعزلة الاجتماعية بعد لجوء الاطفال الى غرفهم واهمال دراستهم من أجل تحقيق نتائج ترضي شغفهم باللعبة، ويحمل كلام طارق انطلاقا من تجربته كأب رسائل مفادها أن للأسرة دور في تأطير شغف أطفالهم بدل لومهم على الانخراط في الألعاب التي يحبون، كما أن دور الأسرة يبقى طوق النجاة لإنقاذ الطفل من الانجراف نحو عالم العزلة من خلال توفير الجو المناسب للأطفال للعب ضمن فرق تحقق لهم التوزان بين اللعب والدراسة والتقدم في المجال الذي يحبونه، إلى جانب خوض مغامرات جماعية وصقل مهاراتهم في مجال منفتح على أفق غنية.
ويضع الفريق المغربي تحت قيادة "المدرب الأب" عينه على اللقب العالمي ضمن بطولة فري فاير التي حاز لقبها العربي، مراهنين على شغفهم وانضباطهم و الكثير من الصبر لتحويل الحلم إلى حقيقة.