ميديا

ماذا تبقى من الدراما المغربية بعد رمضان؟

رحاب حنان السبت 30 أبريل 2022
9D884FD0-0BEE-418E-8EAA-C4A919EE63FE
9D884FD0-0BEE-418E-8EAA-C4A919EE63FE

Ahdath.info

السؤال هنا يحضر بصيغة التأكيد اولا، على أن الدراما المغربية ستترك أثرها بعد انقضاء شهر الصيام والبركة رمضان الكريم، هذاالمضمون والمؤكد، اما التأويل الآخر للسؤال فيصيب الأفق وما يمكن أن تكون عليه هذه الدراما خارج أيام فضيلة مثل أيام رمضان.

قد يقول قائل، إن هذا حكم قيمة ذاك الذي يؤكد أن الدراما المغربية ستترك أثرها ما بعد رمضان، ونرد بكل بساطة نعم، حكم قيمة بعدالجماليات الفنية وبعد الخوض العميق والبليغ في مواضيع ذات صلة بنبض المجتمع.

وإن كان حكم القيمة إضافة إلى ما سبق من جودة وجدية، يبنى على المردودية الجماهيرية ونسب المشاهدات، فقد كان للدراما المغربيةنصيبها من ذلك وأكثر.

وحتى لا نذهب ابعد في التأويل والتحليل، نبقى في سياق العمل المهني الذي يواكب ويتابع ويتفحص يوميات البث دون أن يقدم رأيه في هذاوذاك، فقط ينقل للقارئ التفاصيل من خلال الصورة الأعم والأكثر شمولا.

وهنا نقف اول ما نقف عند عتبة التنوع في الإنتاج ونقصد هنا القناة الاولى والثانية (دوزيم)، ولن ننسى ايضا باقي الباقة المغربية من قنواتمتخصصة كالثقافية والدينية "قناة محمد السادس للقرآن الكريم) وطبعا القناة الأمازيغية التي بصمت بدورها على حضور مميز خلال هذاالشهر الفضيل.

قلنا أن أول ما يحسب للإنتاج الوطني في رمضان 2022، هو التنوع والسيناريوهات "مطروزة" كما يقول مهنيو الإبداع عندما يصادفوننصا مكتوبا بشكل جيد ورائع.

إلى جانب التنوع وجودة المواضيع وتماسك أغلبها حتى لا نسقط في التعميم لأن هناك بعض من تلك الانتاجات التي كانت في اجزاء منهامهلهلة وغير قابلة للهضم بالنسبة للمشاهد المغربي، ونحن هنا لا نتحدث عن مسلسل "فتح الاندلس" فذلك موضوع آخر يشط عن ما نحنبصدده هنا.

من جملة ما يمكن أن يحسب أيضا للدراما المغربية في رمضان 2022، انها حققت النسب العالية من المشاهدات وبالتالي حققت الجزءالأصعب وهو المصالحة مع المتلقي المغربي الذي كان قد غضب واستاء من انتاجاته الوطنية، وهو اليوم يقبل عليها بكل أريحية وبكل شوقربما إلى  ما تبقى من حلقات.

النقطة العادية في ما أثارته مسلسلات رمضان في المغرب، هي الجدل والنقاش في الواقع والافتراض أي على مواقع التواصل الاجتماعي،جدل في جزء منه منفعل والباقي متفاعل وهي الصفتان اللازمتان لكي يكون لنا نقاش حقيقي هو نتاج الغيرة على المنتوج المغربي أولا وقبلكل شيء، هذا رغم الانزياح الذي عرفه نقاش "المكتوب" وما جر "الشيخ" إليه "الشيخة" من ما لا طاقة لها به وما لم تقصده مطلقا في عملفني درامي الهدف منه المتعة.

ونشير ونحن في سياق الحديث عن نقاش "الشيخة"، إلى أن مسلسل "المكتوب" كان موفقا في اختيار تيمة الموضوع الاجتماعي الذي طرحهمن زاوية مهنة كسائر المهن لكن ممتهنتها تعيش تحت رحمة النظرة الدونية والأحكام المسبقة والتحقير ربما داخل المجتمع.

اظن الرسالة الأهم في هذا العمل الناجح إبداعيا وجماهيريا، هي لا احد احسن من احد ولا حد عليه ان يحكم بشكل مطلق على شخصآخر بناء على مهنته أو انتمائه او غناه أو فقره، تلك رسالة المساواة التي بثها المسلسل في مجتمع يؤمن بكسب الرزق لكنه لا يؤمن بكل طرقهالتي لا تخالف القانون طبعا مثل مغنية في الحفلات والأعراس وحتى الكباريهات والعلب الليلية.

يتواصل مسار التألق الموضوعاتي لمسلسلات رمضان 2022، مع ما تضمنته الحلقة 23 من مسلسل "نصف القمر"، حيث كان الحديث عنالتوحد وتدخل الصحافة في الحياة الخاصة للمواطنين. وفي ذلك إشارة إلى أن الفن ليس مجرد متعة عابرة وفرجة مبكية أو مضحة بل هينبل وعمق وتوعية.

أظن أن باقي الأعمال التي توزعت بين الاولى والثانية، كانت جلها في موعد التألق، ونذكرها بالاسم حتى نبصم على التحية لها، على دوزيمنجد مسلسلات، "المكتوب" و"صافي سالينا"، وعلى القناة الاولى نجد "بيا ولا بيك" و"نصف القمر" و"مول المليح".

فسيفساء درامية جميلة قد تتفاوت بعض ألوانها بين الناصع جدا والمشع قليلا لكنها في الأخير كل قطعة منها تصنع لنا اللوحة الأعم وهيالدراما المغربية في رمضان 2022.

وحتى لا ننسى سؤال، ماذا تبقى من دراما المغربية بعد رمضان؟ نتمنى أن تكون الإجابة بالمزيد من الأعمال في المقبل من يوميات الإبداعالمغربي، وليس مجرد قراءات لما سبق والتوقف عند الاطلال بل بناء صروح إضافية للفن المغربي... وكل عام والدراما المغربية بألف خير..