ثقافة وفن

مابعد تلفزيون رمضان : من يستطيع إقفال صنبور الرداءة؟

من صميم الأحداث. الأحداث المغربية - عدد الخميس الخميس 05 مايو 2022
20220401111541
20220401111541

AHDATH.INFO

انتهـى زمن التلفزيون الرمضاني في المغرب بما له وماعليه، وانتهى أيضا هذا الزمن التلفزي في العالم العربي.

لن نقارن ماتم بثه على الشاشات العربية، وفي مقدمها التلفزيون المصري، بما تم بثه عغلى تلفزيونا الوطني. فقط سنحاول أن نقف عند بعض النقاط على أساس العودة بتفصيل أكبر لها في اللاحق من الوقت، لأن هذا الذي يقع في تلفزيوننا أمر يلزمه كثير الكلام، وليس قليله.

رأينا مصر تقدم وجهة نظر الدولة في « الاختيار ». رأينا أحداثا قريبة لنا زمنيا عشناها وأغلبيتنا لازالت تتذكر تفاصيلها، وهي تحكى لنا على لسان هذا العمل الدرامي الذي هز العالم العربي كله ولم يترك أحدا على الحياد سواء بالنسبة لمن أحبوه أو بالنسبة لمن كرهوه

رأينا « جزيرة غمام »، واكتشفنا أو أعدنا اكتشاف المسلمة البسيطة التي تقول أن أصل الإبداع هو الورق والكتابة والسيناريو والموهبة الحقيقية الموجودة وراء كل هذا.

لا يكفي أن تكلف شخصا بارتكاب وتزعم خلية كتابة كاذبة، وتفجيرها في وجه الجموع لكي تقول إن لديك كتاب مسلسلات وسيتكومات وبرامج تلفزيونية. يجب أن تتوفر الموهب الحقيقية بعيدا عن منطق الصفقات المشبوه الذي أزكم أنوف الجميع، والذي سنعود له لاحقا بالتفصيل.

رأينا « تترات » المسلسلات، واستمعنا لأغاني كاملة مكملة أبدعها كتاب حقيقيون ولحنها ملحنون حقيقيون وأداها مغنون حقيقيون.

لم يكتف الناس في التلفزيونات الأخرى، بارتكاب السريع الجاهل السهل من أغان قديمة، يتم توضيبها بسرعة لكي تصبح « تترات » للمسلسلات لأن الإشهار يريد، ولأن السيدة مديرة الماركوتينغ قالت إن الإشهار يريد مثلما يقع في بلاد الواق واق. الناس في التلفزيونات الـأخرى تحترم نفسها أولا، ثم تحترم المشاهد ثانيا لذلك لا يمكن أن تقصف الناس بالرداءة وهي مرتاحة مثلما يقع في تلفزيون « مشيتي فيها » و « كابتن حجيبة » وبقية الكوارث التي رآها الناس وقالوا رأيهم فيها مما سنعود له هو الآخر بالتفصيل الممل.

رأينا في شهر رمضان مجددا، الفرق بيننا وبين من هم متقدمون علينا كثيرا في الميدان. والسؤال اليوم ليس قياس التقدم من التخلف في هذا المجال، فهو تحصيل حاصل.

السؤال هو : هل سنقوم بخطوة ما لتدارك بعض من هذا النقص؟ أم ترانا سنستكين للـأكاذيب التي يروجها مسـؤولو تلفزيوننا العمومي عن نسب المشاهدة وعن رضا المشاهد المغربي الكبير وعن بقية الأساطير التي لم يعد يصدقها أحد، والتي يطلقها فقط من يريدون بقاء الوضع على ماهو عليه؟

حتى هذا السؤال سنجيب عنه لاحقا لأننا مرة أخرى وفي سنة 2022 اكتشفنا أن لدينا تلفزيونا يعيش في اللحـظة الأولى لاكتشاف النار، أي في العصر الحجري حقيقة أو ماقبله بكثير .

هل نسكت ونمثل دور من لم ير شيئا؟؟

هذا السؤال نرد عليه لاحقا هو الآخر..