هنا و الآن

طلحة جبريل يكتب عن تقرير "مراسلون بلا حدود": الصحافي يريد المعلومات..لا غير

طلحة جبريل الخميس 05 مايو 2022
Capture d’écran 2022-05-05 à 10.04.06
Capture d’écran 2022-05-05 à 10.04.06

AHDATH.INFO

قرأت بإمعان تقرير "مراسلون بلا حدود"عن "واقع حرية الصحافة" بمناسبة "اليوم العالمي لحرية الصحافة".شمل التقرير 180 دولة. بدا لي منطقياً أن تكون دول اسكندنافية أفضل دول في مجال حرية الصحافة. مؤكد أن هذه الدول راقية ومتقدمة في كل ما له علاقة بالحريات، بل أكثر من ذلك، صنفت فنلندا للسنة الخامسة على التوالي، أسعد دولة في العالم.

يفيد تقرير "مراسلون بلا حدود" أن أفضل بلد عالمياً في مجال حرية الصحافة، هي النرويج وفي المرتبة الثانية الدنمارك ثم السويد واستونيا وفنلندا.

توجد كوريا الشمالية في ذيل القائمة، ولا تكف صحافتها عن تمجيد كيم جونغ أون"القائد الأعلى لجمهورية كوريا الديمقراطية".

بشأن الدول العربية أفضل بلد"جزر القمر"وتحتل المرتبة 83، وفي ذيل القائمة العراق في المرتبة 172.لا أزيد.

تضع "مراسلون بلا حدود"في الاعتبار ثلاثة أمور، القوانين والتشريعات التي تضيق الخناق على الصحافيين ومصادرهم، ثم تقلص التنوع الإعلامي، واستعمال العنف ضد المظاهرات بحيث يمكن أن يطال ذلك الصحافيين الذين يغطون المظاهرات .هذا الأمر ربما جعل الولايات المتحدة تحتل المرتبة 42 .

لا أعرف طرائق عمل"مراسلون بلا حدود" بيد أنني متيقن أنه لم يحدث أن زار أحد أعضائها بعض الدول التي توجد في القائمة، ربماتعتمد على ما ينشر من طرف جهات أخرى بشأن حرية الصحافة في هذه الدول .

ظني أن أي صحافي ينتمي إلى المهنة، و يستحق اللقب،لابد أن يدافع عن حرية تدفق المعلومات وتخوم المهنة عندما يتعلق الأمر بالحريات.

بموازاة ذلك لابد من التقيد"بأخلاقيات المهنة". في هذا السياق أعتقد أنه من أجل البحث عن الحقائق ونشرها يفترض توخي الدقة والنزاهة. لذلك لابد أن يتحلى الصحافيون بالصدق والجرأة في جمع المعلومات ونقلها للمتلقي .علينا أن نتذكر دائماً أن السرعة والعناية بالأسلوب لا يبرر عدم الدقة. ثم من المهم تحديث المعلومات وتصحيحها.

يحق للناس الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات للحكم على صدقية ودوافع المصادر، وفي هذا الجانب يفترض عدم الكشف عن هوية المصادر التي قد تواجه خطراً أو انتقاماً أو ضرراً، ولديها معلومات لا يمكن الحصول عليها من مصدر آخر، وعلى الصحافي أن يبحث عن مصادر نادراً ما يُسمع صوتها. ثم أن الأساليب الملتوية لجمع المعلومات لا تتسق مع أخلاقيات المهنة، خاصة إذا كان المقصود تعمد الإساءة وإشانة السمعة. على الصحافي أن يدرك أن العلاقة بينه وبين اي سلطة علاقة مركبة،كلاهما يحتاج إلى الآخر وكلاهما يحذر الآخر،الصحافي يريد المعلومات ويريد استقلاله، والسلطة تريد الوصول إلى الناس ولا يهمها استقلاله.