AHDATH.INFO
فضلت رئيسة مهرجان "كناوة إيقاعات العالم" نائلة التازي أن تكون مقتضبة في كلمتها بحفل الافتتاح على خشبة مولاي الحسن بمدينة الصويرة يوم الجمعة 03 يونيو الجاري، ولم تهيء خطابا مطولا، وعيا منها أن الظرف الحالي يتطلب أن يدخل الجمهور الحاضر بسرعة إلى الأجواء الاحتفالية، بعد سنتين عجاف فرضهما تفشي فيروس كورونا المستجد، غابت خلالهما كل مظاهر الفرح والسرور جراء تجميد كل الانشطة الثقافية والفنية..
تشاء الصدف أن تحقق "جولة مهرجان كناوة" كنسخة استثنائية لعام 2022 ، قصب السبق كأول تظاهرة موسيقية، تدشن البداية الفعلية للمهرجانات الجماهيرية بعد الاستقرار النسبي للحالة الوبائية والتخفيف تبعا لذلك من الاجراءات الاحترازية..
"توحشنا الموسيقى" جملة قالتها نائلة التازي وهي على منصة مولاي الحسن، لامست بها شعورا ينتاب العديد ، وعبرت من خلالها عن حال الجمهور الحاضر، وهو ما يجد ترجمته في تقاطر أعداد كبيرة خلال اليوم الأول من هذا العرس الكناوي.
بيد أن موعد هذا العرس، خلال العام الجاري لن يكون كنسخ السنوات السالفة ، بل ينعقد في سياق مختلف تماما، يتميز بتحقيق إنجاز نوعي لفن كناوة، ألا وهو إدراجه ضمن قائمة التراث اللامادي للبشرية في منظمة اليونسكو عام 2019 . لم يتسن في حينه تنظيم احتفال بهذا المكتسب في إطار مهرجان "كناوة وموسيقى العالم"، لصدور قرار في إطار حالة الطوارئ الصحية، يمنع التجمعات الجماهيرية الكبرى، تفاديا لانتشار فيروس كورونا المستجد.. أما الآن "نحن سعداء بتجديد اللقاء معكم في مدينة الصويرة للاحتفال جميعا بإدراج فن كناوة ضمن التراث اللامادي في منظمة اليونسكو، وتعد هاته نتيجة مهمة صفقوا عليها وعلى المعلمين لي وصلوا لهاته المرتبة بعد 25 عاما على انطلاق المهرجان" تقول نائلة التازي.
ومن باب إحقاق الحق، وإنصاف الجميع، لم تنسب المتحدثة ذاتها هذا النجاح لنفسها أو لوكالتها المنظمة، بل اعتبرته ثمرة تظافر جهود جميع الأطراف المساهمة والمشاركة في تثمين فن كناوة والحفاظ عليه كجزء من الهوية الثقافية المغربية، بما فيهم الشركاء الأوفياء حسب وصفها، لولا ثقتهم كما قالت لما أمكن أن تتحرك عربة هاته القافلة الموسيقية لمهرجان "جولة كناوة" المنتظر أن تجوب أربع مدن هي الصويرة، مراكش، الدار البيضاء والرباط.
كما أن لمهرجان كناوة شركاؤه الأوفياء، فإنه يملك جمهورا استثنائيا تؤكد رئيسته نائلة التازي، إذ ظل مخلصا لموعده لما يناهز ربع قرن.. هكذا يكون الإخلاص لا يتأثر بعوائد الزمن.
بدا اشتياقهم واضحا للأجواء الاحتفالية لتظاهرة موسيقية من هذا الحجم، جسدته أعدادهم الكبيرة في اليوم الأول من "جولة كناوة" المسمى الظروهو ما جسد الأجواء الاحتفالية حيث تقاطر بشكل كبير، بعد عامين قاحلين المناسبة كلمة مقتضبة القتها.