رياضة

ملحوظة لاعلاقة لها بماسبق: عند وحيد وجمهوره !

المختار لغزيوي - الأحداث المغربية الأربعاء 15 يونيو 2022
147843A4-5F3A-43BB-B903-5B837A9AB5A6
147843A4-5F3A-43BB-B903-5B837A9AB5A6

AHDATH.INFO

كنا الإثنين في ملعب البيضاء لمشاهدة مباراة ليبيريا والمغرب، التي انتهت بفوز أسودنا الأطلسية بهدفين نظيفين.

مع تسجيل الهدف الثاني ارتفعت محاولة صراخ من داخل الملعب بشعار "وحيد ديكاج".

لم تتبعها الأغلبية، وانطفأت الصرخة في مهدها، لكن الجميع سمعها: اللاعبون، رئيس الجامعة، طواقمه المختلفة، وسمعها أساسا المعني بها...وحيد.

الآن هناك سؤال ضروري الطرح: ما المطلوب من وحيد لكي يرضى عنه هذا النوع من الجمهور؟

تأهلنا لكأس العالم القادمة في قطر.

تأهلنا أو تقريبا تأهلنا لكأس إفريقيا المقبلة في الكوتديفوار.

فزنا على جنوب إفريقيا وليبيريا أثناء هذا العبور.

ما المطلوب أكثر؟

لا أحد يدري، وحتى الاختفاء وراء حكاية عدم استدعاء زياش أمر لايفسر كثيرا هذا اللغز وهذا "الحب" الغريب بين وحيد وجمهوره.

في فرنسا، وقبيل كأس العالم سنة 1998، ذهب مدرب الديكة آنذاك إيمي جاكي إلى المونديال المقام على أرضه محطما تماما من طرف الصحافة والجمهور الفرنسيين.

"ليكيب" وبقية صحف فرنسا الكبرى كانت تتفنن في تعذيبه وفي انتقاد اختياراته التكتيكية، والجميع هناك كان يراهن على إقصاء منتخب فرنسا في الدور الثاني لكي يتم شحذ المزيد من الأقلام الراغبة في التخلص من جاكي.

بقية الحكاية تعرفونها: فازت فرنسا على البرازيل في نهائي كأس العالم الذي أداره طيب الذكر الراحل سعيد بلقولة رحمه الله، وجاء إيمي جاكي إلى الصحافة الفرنسية، وإلى الجمهور معها وقال لهما قبل أن يذهب مامعناه "آش بان ليكم دابا؟".

نحن هنا لانقول إن المغرب سيفوز بكأس العالم المقبلة، معاذ الله، فحتى الأحلام لديها سقف توقعات محدد. لكننا نقول إن هذا المدرب البوسني الذي يقود المنتخب حقق المطلوب منه، مع استثناء كأس إفريقيا التي أخرجتنا منها مصر مع أننا كنا قادرين على الذهاب فيها بعيدا، وبعض الانتقادات مثل صرخات ذلك الإثنين تبدو فعلا غبية، ولها علاقة بالرغبة المرضية في تصفية حساب وهمي مع الرجل.

تماما مثل قلة الأدب التي تورط فيها مشجعون مغاربة في أمريكا، خلال المباراة الودية هناك، حين تبعوا الرجل وهم يرددون في حقه كلاما نابيًا لايليق بسمعة المغاربة (داخل وخارج أرض الوطن) ترديده.

مهلا، نحن هنا لاندافع لاعن بقاء ولا عن رحيل وحيد.

نحن هنا ندافع عن المنطق السليم العادي للأشياء، ولانعطي لأنفسنا الحق في نصح لقجع ومن معه، فهم أعرف من الجميع بكل شيء.

فقط نذكر أن مصر التي أنصتت لصراخ بعض جمهورها وبعض صحافتها وأقالت البرتغالي كيروش، رغم أنها وصلت معه حتى النهائي القاري ولم تنهزم إلا بضربات الترجيح، وعينت مدربا محليا في إطار شعبوية لامحل لها في الكرة، عادت وأقالت ذلك المدرب المحلي المسكين، وهي الآن في قلب تخبط كروي شامل، زادته هزيمة الأهلي المدوية أمام الوداد شمولا.

ما الذي يريد بعض الجمهور من وحيد بالتحديد؟

لانعلم، ونتصور أن ذلك الجمهور بنفسه لايعلم.

هو يصرخ لأنه يريد الصراخ. فقط، لاغير....