ثقافة وفن

قصة ابراهيم سعدون: لنتحدث بجدية قليلا !

عن جريدة "الأحداث المغربية" الخميس 16 يونيو 2022
1ECF1B4C-2F58-4A44-A771-5AE35B48FCD8
1ECF1B4C-2F58-4A44-A771-5AE35B48FCD8

AHDATH.INFO

تطرح علينا الحكاية المؤلمة للصغير المغربي/الأوكراني إبراهيم سعدون الذي حكم عليه رفقة مواطنين بريطانيين بالإعدام، بسبب تورطه في الحرب الروسية الأوكرانية، سؤالا حقيقيا حول كيفية تعاملنا مع أمثال إبراهيم، ممن يختارون - عن اقتناع أو عن جهل - الانخراط في معارك لاعلاقة لنا بها.

يجب هنا التذكير أن لدينا أناسا كانوا في السابق مواطنين لنا، يحملون نفس جنسيتنا، ولديهم نفس جواز السفر المتوفر لدينا، ونفس البطاقة الوطنية التي توحدنا، اختاروا،ذات ضلال كبير، الرحيل إلى سوريا والعراق، وقبلهما أفغانستان، لنصرة الإسلام مثلما تخيلوا واهمين.

هؤلاء مزقوا أوراقهم الثبوتية، وظهروا في فيديوهات يقولون لنا إن الشعب المغربي كله كافر، وعندما اعتقلوا أو حوكموا وتم الحكم عليهم بالإعدام، تذكروا وتذكرت عائلاتهم أنهم ينتمون إلى وطن يسمى المغرب، فتوالت النداءات بضرورة إنقاذهم.

هم، تماما مثل إبراهيم سعدون، حكاية جد معقدة، فيها الجانب الإنساني المبدئي، العادي والواضح الذي يفترض التضامن مع مواطن لك في ظرف صعب.

لكن في هاته الحكاية الجانب الآخر لاختبار معارك خطأ، لاعلاقة لها بالوطن، لكي يتدخل الوطن لحمايتك حين تخسرها.

بعبارة أوضح : الوطن مسؤول عن معاركنا التي نخوضها - ماديا ومجازيا - باسمه وتحت رايته، ولأجل مصلحته.

المعارك الأخرى، البعيدة عنا، الأجنبية، أو التي لاتعني للمغرب والمغاربة شيئا حكاية أخرى.

لنا اليوم الحق في طرح السؤال: هل من المفروض علي كمغربي ومغربية أن أتضامن مع حملة لجنسيتي اختاروا دون الاستشارة معي معارك خاصة بهم لأسباب تعنيهم هم دون غيرهم؟

حقيقة، يجب طرح السؤال.