ثقافة وفن

لغزيوي يكتب عن "انتخابات الصحافة": أولويات "خاصة جدا"!

المختار لغزيوي - الأحداث المغربية الاحد 17 يوليو 2022
5154252D-227C-49A5-9A2A-0EA6A568F59C
5154252D-227C-49A5-9A2A-0EA6A568F59C

AHDATH.INFO

ينشغل المشهد الصحافي المغربي، في مجمله، بالوضعية المادية المقلقة التي يعيشها، ويضع العاملون في "مقاولاتنا" الإعلامية بوطننا الأيدي على القلوب، بشكل يومي ودائم خوفا من صروف الدهر وتحولاتها، خصوصا وأن الأغلبية الغالبة من هؤلاء العاملين هي رهينة رواتبها الصغيرة، تحيا، أو تحاول الحياة بها، وتقسمها على ديون السكن والتنقل والأكل والشرب (والشرب الآخر) وبقية المساعدات على العيش في انتظار أيام أفضل، أو في انتظار أخينا وزميلنا "غودو" الشهير الذي تركه لنا رائد مسرح الكوميديا التراجيديا صامويل بيكيت شخصية/ لازمة نرددها باستمرار لأنها تشبهنا ونشبهها، ولأنها مثلنا تماما لم تصل ولن تصل في يوم من الأيام.

الجائحة اللعينة، هي الأخرى، وفي إطار المصائب التي لاتأتي فرادى، قررت أن توجه لنا صفعة تاريخية، فقدمت لنا خلال العامين الخالدين من "كورونا" هدية لن ننساها أبدا، ذكرتنا بهشاشة قطاعنا، وبعيش المنتسبين إليه على هامش كل شيء، مااضطرنا إلى طلب النجدة بشكل صريح لأجل البقاء قادرين على هاته "الثرثرة فوق كل الأنهار" التي يشكلها عملنا الإعلامي إذاعيا وتلفزيونيا وصحفا ومجلات ومواقع وما إليه من المتحورات.

لماذا نذكر القوم بكل هذا، ونحن الذين رددناه على رؤوسهم منذ بداية الجائحة، وحتى الآن، عشرات، بل مئات المرات إلى أن ملوا منا ولم يعودوا قادرين على النظر إلى وجوهنا العزيزة، ولا الاستماع لأصواتنا غير المطربة بالمرة؟؟؟

نقترف هذا التذكير الذي نتمنى أن ينفع المؤمنين من بيننا بالصحافة حقا، لكي نقول إن أولوية الأولويات في المشهد الإعلامي المغربي اليوم هي مساعدته على الوقوف على قدميه، غير مترنح ولا متمايل، ولا مكثر من مغيبات العقل السليم.

وفقط، عندما سيقف هذا المشهد منتصبا، غير محتاج لأي "مكملات" من أي نوع، يمكننا أن نمر إلى ترف الصراع على المناصب المختلفة، بالانتخابات أو بالتعيين، أو بالتوريث، أو بالتحنيط من خلال كتابتها باسم شخص ما حتى الختام أو بغير ذلك من الأساليب.

جميعنا نتذكر انتخابات مشهدنا الإعلامي السابقة، وقد انخرطنا فيها بحماس، رغم أنها كانت سبب فرقة كبير، وعلة خصام شديد، ورغم أننا تركنا على قارعتها عددا كبيرا من زميلاتنا وزملائنا الذين كفروا بنا وبمهنتنا وبأي أمل في إصلاحنا نحن الإثنين.

هذه المرة الوضعية أسوء بكثير، واسألوا "حوفارة" الميدان وشغيلته، وسيقولون لكم كل شيء.

لاتسألوا من عداهم، فالأولويات الحقيقية هي أولويات شغيلة هذا الميدان المسكين.

ماعداها أولويات "خاصة" تعني أصحابها كالعادة، لاشأن لنا بها، ونتبرأ منها ومن دوامها المزمن، اليوم، وغدا وحتى انتهاء كل الأيام.

اللهم هل بلغنا؟

الله أعلم.

المهم هو أننا تجرأنا و قلنا ماتؤمن به الأغلبية في الميدان الإعلامي، وإذا تعسر الفهم وتطلب الأمر المرور من التلميح إلى التصريح، فنحن مستعدون للثرثرة من جديد…