السياسة

بعد التصريحات العنترية لشنقريحة ضد المغرب.. مجلة الجيش الجزائري تنشر خطاب تهدئة!

متابعة الخميس 11 أغسطس 2022
شنقريحة
شنقريحة

Ahdath.info

بعد التصريحات والتهديدات العنترية لقائد الجيش الجزائري والرئيس تبون، الموجهة للمغرب، عادت مجلة الجيش الجزائري خطوة للوراء، لتردد خطابا مغايرا.

وقالت مجلة الجيش الجزائري الأربعاء في افتتاحية عدد شهر غشت إن" الاستعراض العسكري غير المسبوق في 5 يوليو الماضي تضمّن رسالتي طمأنة للداخل والخارج"،  في تناقض مع التصريحات القوية السابقة لقائد الجيش الفريق أول السعيد شنقريحة بشأن تهديدات تتعرض لها بلاده.

وفي 5 يوليو الماضي، نظم الجيش عرضا عسكريا ضخما بالعاصمة الجزائر، بمشاركة مختلف القوات، هو الأول من نوعه منذ 33 عاما، بمناسبة الذكرى الستين للاستقلال عن الاستعمار الفرنسي (1830 – 1962). فيما فهم أنه رسالة تحذير إلى الجار الغربي المغرب الذي نظم مناورات الأسد الأفريقي بمشاركة عدد من الدول من بينها الولايات المتحدة وإسرائيل.

وحضر الاستعراض قادة دول وشاركت فيه طائرات حربية، إلى جانب عرض لسفن حربية وغواصات، فضلا عن عرض عتاد عسكري لمختلف الأسلحة أهمها منظومة صواريخ الدفاع الجوي “إس 300” بعيدة المدى.

وبحسب المجلة الصادرة عن وزارة الدفاع والناطقة باسم المؤسسة العسكرية بالجزائر فإن هذا الاستعراض العسكري “تضمن في المقام الأول رسالة طمأنة للشعب الجزائري، وأخرى للخارج مفادها أن العتاد المتطور الذي يمتلكه جيشنا إنما هو موجه حصرا للدفاع عن الوطن”.

وأضافت أن “التنظيم المحكم للاستعراض أثبت أن التصريحات المختلفة الصادرة عن رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون ورئيس أركان الجيش في أكثر من مناسبة بشأن امتلاك الجيش الوطني الشعبي مكامن القوة الرادعة التي مكنته من الدفاع عن السيادة الوطنية والوحدة الشعبية ليست مجرد كلام للاستهلاك بل حقيقة ماثلة لنجاح جيشنا على درب التطور المستمر”.

وقبل هذا الاستعراض العسكري وبعده سادت تعليقات في الإعلام المحلي وجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي بشأن خلفياته والرسائل التي أرادت السلطات الجزائرية توجيهها من خلاله، خاصة وأنه غير مسبوق من حيث حجمه وكذلك تزامنه مع أزمات عديدة في المنطقة.‎

وكان شنقريحة قد وجه مرارا تحذيرات حادة إلى المغرب وذلك بعد قرار السلطات الجزائرية قطع العلاقات مع الرباط في غشت الماضي، فيما عبر المغرب عن أسفه من القرار واعتبره غير مبرر.

والملاحظ أن الرسالة التي أراد الجيش الجزائري إرسالها من خلال الحديث عن دور الجيش في الدفاع عن الوطن تأتي بعد أن عبر العاهل المغربي الملك محمد السادس في كلمة بمناسبة عيد العرش في المملكة عن “تطلع الرباط إلى العمل مع الرئاسة الجزائرية لإقامة علاقات طبيعية، بين شعبين شقيقين، تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية، والمصير المشترك”.

وينتظر مراقبون أن تترجم رسائل الطمأنة داخليا وخارجيا من خلال التوقف عن تهديد دول الجوار والهيمنة على القرار السياسي الداخلي.

ويتعرض الجيش الجزائري لانتقادات واسعة من قبل العديد من قوى المعارضة بشأن تدخله في الوضع السياسي في البلاد وتحجيم دور الأحزاب والقوى المدنية.