ثقافة وفن

ماكرون في الجزائر: من أجل الغاز وإصلاح عبارة "لاوجود لأمة جزائرية قبل فرنسا"!

من صميم الأحداث. الأحداث المغربية - عدد الخميس الخميس 25 أغسطس 2022
8C039BE8-F709-4B34-970F-B8A621DBA07B
8C039BE8-F709-4B34-970F-B8A621DBA07B

AHDATH.INFO

يعتقد السيد إيمانويل ماكرون أنه يستطيع معالجة الجزائر من مرض الذنب القديم الذي يعتريها كل مرة ذكر فيها إسم فرنسا أمامها.

ويعتقد الذين يحكمون الجزائر أن أفضل طريقة للتعامل مع البلد الذي ظل يحكم بلادهم لأكثر من مائة عام، هي تذكيره في الصبح وفي الظهر وليلا أنه قتل مليونا ونصف مليون جزائري، وأنه مهما فعل لن يستطيع محو الصورة الإجرامية التي كونتها عنه الجزائر.

يعيش السيد إيمانويل ماكرون على وقع وهم قدرته على تحقيق هاته المصالحة في يوم من الأيام.

ويعيش من يحكمون الجزائر في الراحة الأبدية التي توفرها لهم جملة "فيرانسا الاستعمارية لن ننسى أبدا ماحدث".

اليوم السيد ماكرون يعود إلى الجزائر وكل حلمه ومنتهى أمله أن ينسى الجزائريون ماقاله لهم يوما من أنهم "يقتاتون بعقدة الذنب التاريخية هاته"، وأنه طالع كل كتب التاريخ، باعتباره قارئا جيدا ودودة كتب ولم يجد إطلاقا مايشير إلى وجود "أمة جزائرية"، قبيل 1962، السنة التي قال فيها رئيس فرنسا التاريخي الراحل شارل دوغول لمساعديه المقربين : "أخرجوا فرنسا من هذا الجحيم الجزائري وأعطوا قادة جبهة التحرير الوطني كل شيء إلا الصحراء، ودعونا نتصرف مع ذلك البلد بذكاء لايودي بحياة المزيد من المسيحيين واليهود في الجزائر مادام مسلموها يرفضون البقاء تابعين للجمهورية الفرنسية".

هل كذب ماكرون وهو يصارح الجزائر بهذا الواقع التاريخي؟

لاندري، وهذه مهمة للمؤرخين وحدهم الحق في القيام بها وتأكيدها أو نفيها.

هل سينجح ماكرون في إقناع حكام الجزائر بنسيان "الذنب الفرنسي العظيم" في هاته الزيارة؟

لاندري، وهذه مسألة نترك للأيام أن تجيبنا عليها بالنفي أو التأكيد.

هل تعني هاته الزيارة الجزائرية لماكرون للمغرب شيئا؟

نعم، تعني الشيء الكثيرة. رسائلها واضحة. المراد منها ظاهر، وقد وصلنا كل هذا قبل أن تبدأ الزيارة، لذلك لم يقل المغرب شيئا.

هو فقط قال إن الانتصار لمغربية الصحراء هو ميزان الذهب لدينا الذي نعرف به الصديق الصادق من المحتال الكاذب.

هل قال المغرب شيئا؟

نعتقد أنه قال كل الأشياء، وطبعا زيارة سعيدة لفخامة الرئيس وأمل حقيقي وكبير في أن ينجح في تحقيق هاته المصالحة التي يحلم بها مع الجزائر التي كانت فرنسية…في يوم من الأيام.