مجتمع

كلمة لابد منها: تحية لبنسعيد وتضامن مع طه وصرخة جديدة: لا للإرهاب الفني والفكري!

المختار لغزيوي - الأحداث المغربية السبت 22 أكتوبر 2022
54A63999-83BA-41A0-87E4-3443CBC5B17C
54A63999-83BA-41A0-87E4-3443CBC5B17C

AHDATH.INFO

كلمة ضرورية ولامفر عنها عن النقاش الذي يراد فرضه على المغاربة بشأن مغني الراب الشاب طه الحفصي المعروف بلقبه الفني "إلغراندي طوطو": النقاش مرحب به. الإرهاب الفني مرفوض تماما.

بعبارة أوضح إذا كان طوطو قد ارتكب مايعاقب عليه القانون فعلا (تعاطي ممنوعات أمام الملأ، تهديد بالقتل أو مايفهم منه التهديد، تحريض قاصرين على العنف…) فإن في البلد قانونا نعيش تحت ظله، وفي الوطن قضاءا وجب التوجه إليه، وانتظار حكمه والقبول بهذا الحكم واحترامه.

أما إذا كان غير المعلن عنه في كل هذا الضجيج، هو الرغبة في منع الجيل الجديد من التعبير الفني بطريقته الخاصة به، فإن هذا الأمر يندرج ضمن الإرهاب الفني والفكري.

نحترم روادنا وقدماءنا ورموز غنائنا التي عبرت والتي صنعت تاريخنا الفني، لكننا نحترم أيضا التعبيرات الفنية الجديدة، ونرى أنه من باب الغباء المطلق فرض عملية تحنيط جماعية علينا، بموجبها نسب أي وافد جديد، ونقارنه بالقدامى، ونقول بكل بلاهة "إيييييه، فينك آمي كلثوم؟ الله يرحمها روح نتي وزكريا عبد المطلب وأحمد البيضاوي".

المسألة غبية حقا، وتذكرنا بما تعرض له ناس الغيوان يوم ظهروا في المغرب، وكانوا يسمعون نفس عبارات السباب التي يسمعها طوطو اليوم "الحشايشية، السكايرية، هداوة…".

بعدها انتصر ذلك التعبير الفني الذي كان جديدا حينها، لأن المستقبل يهزم الماضي دائما، وأصبح الغيوان الظاهرة الأسطورة التي يقدرها الكل في المغرب اليوم.

لذلك، وبكل هدوء نقولها: هذا النقاش يجب أن يعود إلى البدء وإلى البداهة: الانتصار للحرية، احترام مساحة التعبير الفني قديمها وجديدها، القبول بالاختلاف، فهم معنى الراب كموسيقى آتية من الشارع، ثم الاحتكام إلى القضاء والقانون في الأشياء الأخرى التي لاعلاقة لها بالفن.

وجب أيضا هنا التنويه بشجاعة الوزير الشاب محمد مهدي بنسعيد في هذا النقاش، وقدرته على الانتصار للحرية والفن، مقابل صمت كهول وشيوخ السياسة الذين تركوه لوحده يواجه هذه الهجمة المتطرفة الجديدة على الحرية والاختلاف واحترام الأولى والقبول بالثاني.

هذه المعركة المجتمعية الجديدة لاتخص "elgrande toto” لوحده.

هذه المعركة تخص كل مؤمن بالاختلاف وكل قادر على الإنصات لكل الأصوات، حتى تلك التي يختلف معها أو لاتروقه أو لايحبها.

هذه المعركة الجديدة باختصار ليست معركة تافهة. هي فعلا معركة تقول لنا العديد من الأشياء…إذا كنا قادرين على الإنصات والفهم طبعا.