اقتصاد

OCP.. الرهان على الابتكار والطاقات المتجددة لتبوء الريادة عالميا في إنتاج الأسمدة الخضراء

أحمد بلحميدي الاحد 04 ديسمبر 2022
اقتصاد الطاقة مجمع الفوسفاط
اقتصاد الطاقة مجمع الفوسفاط

AHDATH.INFO

تنفيذا للاستراتيجية الملكية الإرادية للتوجه نحو الاقتصاد الأخضر، انخرطت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط منذ سنوات في تنفيذ برامج للانتقال نحو الطاقات المتجددة الخضراء والاقتصاد منزوع الكاربون، والتوجه عن تحلية مياه البحر، من أجل الحفاظ الموارد المائية.

كما أن البرنامج الاستثماري الجديد، الذي أطلقه المجمع، يعد امتدادا لتنفيذ التوجيهات الملكية لاجتماع العمل الذي ترأسه جلالة الملك محمد السادس يوم 22 نونبر والمخصص لتنمية الطاقات المتجددة.

البرنامج الجديد، الذي خصص له غلاف بقيمة 130 مليار درهم للفترة من 2023 إلى 2027، يهدف إلى رفع إنتاج الأسمدة إلى رفع إنتاج الأسمدة إلى 20 مليون طن في أفق سنة 2027، لكن مع تحييد الكاربون، وذلك بالاعتماد على الطاقات المتحددة، وكذلك على التقدم الذي حققه المغرب في هذا المجال منذ سنوات تحت قيادة الملك محمد السادس.

كما سيسمح هذا البرنامج بالتوسع على المستوى المنجمي من خلال فتح منجم بمسقالة مع إطلاق مركب كيماوي ومنجمي جديد بـ"مزاندا". هذا الأخير سيعالج الصخور القادمة من مناجم ابن كرير واليوسفية وكذلك من منجم مسقالة، فيما سيكون المكون الطاقية في قلب هذه البرنامج الاستثماري الأخضر.

برسم هذا البرنامج، ستكون الطاقة المستعملة في الآلة التصنيعية للمجمع كلها متأتية من الطاقات المتجددة في أفق سنة 2027.

وتبعا لذلك، فإن كل الطاقة الكهربائية للمجمع ستصبح متأتية من الطاقات الريحية والشمسية والهيدرو كهربائية، فضلا عن التوليد المشترك للطاقة.

هذه الطاقة المنزوعة الكاربون لن تتيح تعزيز تنافسية المغرب فبحسب، بل تساهم أيضا في تعزيز قدرات تحلية مياه البحر والاستجابة لحاجيات المجموعة، ولكن أيضا لحاجيات الساكنة المجاورة لمناطق أنشطة المجموعة من الماء الصالح للشرب.

في هذا الإطار، فإن المجمع ينتج 40 مليون متر مكعب من تحلية مياه البحر، وهي الآن تزود مدينتي آسفي والجديدة بالماء الصالح للشرب.

كما ستمكن هذه الاستثمارات، على المدى البعيد، من وضع حد لاعتماد المجموعة، التي تعتبر المستورد الأول للأمونياك على الصعيد العالمي، على هذه الواردات، وذلك عبر الاستثمار في سلسلة الطاقات المتجددة – الهيدروجين الأخضر – الأمونياك الأخضر، مما سيمكنها من ولوج سوق الأسمدة الخضراء بقوة وحلول التسميد الملائمة للاحتياجات الخاصة لمختلف أنواع التربة والزراعات.

كما أن الاستثمار في الطاقات المتجددة سيمكن المجمعة التي تعد المستورد الأول للأمونياك من استيراد هذه المادة، في حين سيتيح الاستثمار في الهيدروجين الأخضر والأمونياك الأخضر من دخول المجموعة بقوة في سوق الأسمدة الخضراء وكذلك في توفير حلول التسميد الملائمة لمختلف أنواع التربة.

إلى جانب ذلك ينفتح هذا البرنامج على المقاولات الصناعية الصغرى والمتوسطة، وكذا المقاولات الفاعلة في قطاعي الطاقة والفلاحة. وهو ما سيساهم في بروز منظومة بيئية وطنية مبتكرة، وخلق فرص جديدة للشغل والإدماج المهني للشباب.

وفيما يعيش قطاع الأسمدة على وقع تحول عميق كنتيجة لرهانات التنمية المستدامة والأمن الغذائي من جهة وبروز التكنولوجيات الصناعية والرقمية الجديدة,عمدت  المجموعة إلى تعزيز البحث والابتكار من خلال جامعة محمد السادس متعددة الاختصاصات لاستثمار الفرص التي تتيحها التكنولوجيات الحديثة فيما يتعلق بتطوير الخبرات في التكنولوجيات الجديدة لتخصيب الأراضي وكذلك تثمين المناجم وكذلك على مستوى الطاقات المتجددة.

في هذا الإطار, تم إنشاء عدد من مراكز البحث والابتكار بهذه الجامعة, وذلك على غرار المركز المتخصص في الطاقات المتجددة   "   Green Energy Park   " الذي دشنه الملك محمد السادس في سنة 2017.