السياسة

تحول المملكة لنقطة عبور جعل المغاربة أكثر انفتاحا على نقاش موضوع "التمييز العنصري"

سكينة بنزين الاحد 04 ديسمبر 2022
مبادرة إنسانية لجمعيات مدنية لإعادة تأهيل المهاجرين في المغرب
مبادرة إنسانية لجمعيات مدنية لإعادة تأهيل المهاجرين في المغرب

AHDATH.INFO

أدى تزايد معدلات الهجرة بدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى تسليط الضوء على مجتمعات السود التي لاقت تهميشا تاريخيا بالمنطقة، وفق ما كشف عنه استطلاع لمركز "الباروميتر العربي"، تحت عنوان "التمييز العنصري ومعاداة السود في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، الذي أشار أن انتباه مواطني دول هذه المنطقة نحو هذه القضايا كان قليلا، وفق النتائج التي شملت آراء 10 دول ( مصر والعراق والأردن ولبنان وليبيا والمغرب وفلسطين والسودان وتونس وموريتانيا) خلال الفترة الممتدة ما بين 2021-2022، بعد اجراء نحو 23 ألف مقابلة.

وأظهرت النتائج أن المواطنين يرون اختلافا بين التمييز العنصري عموما والتمييز ضد السود، حيث تم وضع التمييزالعنصري ضمن خانة المشاكل الخطيرة، بينما رأت أقلية من المستجوبين أن التمييز ضد السود مشكلة كبيرة أو متوسطة.

وكانت النساء أكثر إقبالا على الإبلاغ بوجود التمييز العنصري والتمييز ضد السود في عدد من الدول، في الوقت الذي أبدى البعض رغبة في زيادة تمثيل السود داخل المجتمع عموما، وعلى شاشات التلفاز خصوصان وذلك بعيدا عن الأعمال الكوميدية التي تقدم السود بشكل يتضمن تحقيرا وإهانة بناء على اللون.

وأشار الاستطلاع أن وضع "معاداة السود" في قلب النقاش يعزز الإقرار بوجود هذه الظاهرة الممنهجة والعالمية، حيث يتم الربط بين البشرة الداكنة والوضع الخدمي والتحقير العرقي، ما يكون له عواقب جسيمة على المواطنين السود، وتمثيلهم داخل المجتمع، خاصة في الاعلام حيث أشار عدد من المشاركين إلى قلة ظهور السود في البرامج والاعمال التفلزية والنشرات وضيوف البرامج، ما يشكل بالنسبة للبعض "إخفاء " لفئة من المجتمع، بينما يبدو الأمر أكثر حدة في بعض الدول التي يحول فيها لون البشرة دون الزواج من شريك مختلف، أو دون الحصول على وظيفة أو الحق في ملكية الأراضي، أو التمثيل السياسي.

وكشفت النتائج أن نسبة 43 في المائة من المغاربة المشاركين في الاستطلاع، تحدثوا عن وجود تمييز ضد السود، بينما تحدث 37 في المائة عن التمييز العنصري، وذلك لكون السود المغاربة عانوا من تحيز تاريخي ارتباطا بجذور تعود لحقبة استرقاق الأفارقة.

ويعد اليوم موضوع العنصرية من المواضيع ذات الأولية في المغرب، لاعتباره نقطة عبور للمهاجرين واللاجئين الباحثين عن ملاذ آمن في أوروبا، وهو ما جعل المغاربة خاصة داخل المدن الكبرى التي تعرف توافدا كبيرا للمهاجرين، ينفتحون على نقاش موضوع العنصرية، ويبنون مواقف تتحول إلى الوضوح مع مرور الوقت، حيث كشف الاستطلاع أن 37 في المائة من المغاربة يرون أن التمييز العنصري مشكلة، في الوقت الذي يرى 42 في المائة منهم أن التمييز ضد الأفراد السود مشكلة كبيرة.

وأشارت نتائج الاستطلاع، أن المواطنين بدول شمال افريقيا والشرق الاوسط، يحاولون التعامل مع مشكل العنصرية في الشق المرتبط بالسود، بنوع من التحفظ والحذر، في الوقت الذي يجد له البعض مسوغا فكاهيا، ومن المثير للاهتمام أن الفئات الأقل تعلما، هي الأكثر اقبالا على القول بوجود التمييز ضد الأفراد السود.

وعن طرق التعامل مع حالات التمييز العنصري، كشف الاستطلاع أن عددا قليلا من المواطنين يبلغون عن مواجهة تمييز بصورة شخصية لأسباب ذات طابع عنصري عرقي أو تمييز عرقي، أو استخدام كلمات ذات حمولة عنصرية، وكان المغرب صاحب أكبر نسبة في التبليغ مقارنة بباقي الدول المشاركة في الاستطلاع، حيث كشف ثلث المستطلعين عن تعرضهم لتعليقات عنصرية مرة واحدة على الأقل، متبوعين بالسودان التي يعاني فيها أصحاب البشرة الداكنة السوداء مقارنة بأصحاب البشرة الأقل سوادا.