AHDATH.INFO
قررت المصالح المركزية لوزارة الداخلية مواجهة رجل السلطة وباشا مدينة الشماعية بإقليم اليوسفية بمبدأ "وقوع البلاء، خير من انتظاره" فسارعت بإصدار قرارها القاضي بإعفائه من مهامه وإحالته على "كراج" الوزارة كإجراء إداري، في انتظار أن تقول العدالة كلمتها الفصل في حقه.
رجل السلطة الذي أوقع نفسه في بحر من اللغط وأثار موجة احتقان بسبب اقتحامه لمؤسسة تعليمية عمومية دون استئذان، قبل أن يتوج سلوكه بالاعتداء على أحد أفراد الأسرة الإدارية بالمؤسسة (حارس عام)، يتابع من طرف النيابة العامة بتهمة الاعتداء على موظف عمومي أثناء قيامه بمهامه.
بدأت فصول الواقعة عندما قرر الباشا بشكل مفاجيء وبطريقة انفرادية التوجه إلى المؤسسة التعليمية ودخول فضاءاتها دون استئذان من أحد، ليشرع في القيام بجولة تفقدية ماراطونية جاب خلالها كل المكان، وممسكا بيده آلة تصوير مسلطا عدستها بين الفينة والأخرى اتجاه مختلف مرافق الإعدادية وحجرات الدرس بها، لاقتناص صور توثق لوضعيتها.
انتبه الحارس العام لوجود هذا الضيف المتطفل وما يقوم به من عمليات تصوير واسعة، فاتجه نحوه لاستفساره عن غايته وهدفه من هكذا اقتحام، وهل يتوفر على ترخيص مسبق من الجهات المختصة يمنحه الحق في انتهاك حرمة المؤسسة التعليمية وتصوير مرافقها وفضاءاتها.
خطوة المسؤول الإداري واعتراضه طريق الباشا سيكون لها ما بعدها، وستفتح في وجه الأول أبواب اعتداء لم يكن يدر في خلده، حين نبه الأول إلى أن اقتحامه فضاء الإعدادية دون ترخيص مسبق يعتبر اعتداء صارخا على حرمة مؤسسة تعليمية، وأن وضعه كرجل سلطة يلزمه تقديم المثال والنموذج في احترام القانون.
لم يستسغ الباشا كل التنبيهات والتحذريرات الموجهة إليه من طرف الحارس العام، واعتبرها دروسا غير مقبولة تستوجب مواجهتها بإدارة الظهر وإبراز مدى السطوة والنفوذ التي يستمدها من وضعه كرجل سلطة مصنف في أعلى المراتب، ومن ثمة إطلاق شرارة مواجهة كلامية بين الطرفين، بدا خلالها كل طرف مصرا على موقفه.
ارتفاع حمأة الشد والجدب، امتدت للحظات عسيرة سخنت خلالها الدماء في الرؤوس وتوترت الأعصاب، ليقرر الباشا وضع حد للجدل بطريقته الخاصة، عبر اعتماد "شرع اليدين" فوجه لكمة مدوية لوجه الإداري الذي تلقى "الوجبة" بما تستحقه من إجراءات تناسب المقام والمقال معا.
إسماعيل احريملة