AHDATH.INFOأكد أعضاء المبادرة المدنية من أجل الريف على «الطابع السلمي والواعي» للحركة الاحتجاجية المطلبية، التي عرفها إقليم الحسيمة. وشددوا على أنها تشكل «فرصة تاريخية في العهد الجديد لابد من استغلالها بما يخدم تقدم المغرب على المستوى الديمقراطي والحقوقي».وقال أعضاء المبادرة الوطنية من أجل الريف، خلال اللقاء الذي انعقد اليوم الخميس، والتي تضم 21 حقوقيا وفاعلا مدنيا، بعد أن شدد صلاح الوديع، أحد أعضائها على استقلاليتها ومصداقيتها، (قالوا) على أن المتظاهرين «يعكسون جيلا جديدا من التظاهر في المغرب المعاصر»، من خلال تنفيذ احتجاجات تسمها «السلمية واستعجالية المطالب، والحدة، ورفض الوساطة التقليدية».وفي هذا السياق، قال رئيس حركة ضمير، وأحد أعضاء المبادرة، صلاح الوديع، في قراءة قدمها بشأن الحركة الاحتجاجية المطلبية « احتجاجات الإقليم مشابهة لمجموعة من الاحتجاجات، التي يعرفها المغرب. وتنبه إلى ضرورة الاستعجال في التعاطي وحل الإشكالات الاجتماعية في شموليتها».وزاد موضحا :«فهناك عشر مفاتيح لقراءة الأحداث التي وقعت بالحسيمة.وهي عناصر فهم أساسية».ومن ضمنها أكد صلاح الوديع على أن الاحتجاجات «تنبه إلى ضرورة القطع مع السلوك المحوري والدور المركزي للدولة في التعاطي مع تدبير الشأن العام مما يضعف المبادرات المحلية».وأضاف أن الاحتجاجات «اتسمت بالعفوية وطول النفس مع الحرص على الطابع السلمي والرفض التام للحوار مع الوسطاء».وأشار صلاح الوديع إلى أن الغالبية الساحقة للمتظاهرين، كما وقف على ذلك أعضاء المبادرة خلال زيارتهم الميدانية لإقليم الحسيمة،  يتشكلون من فئة اليافعين، الذين لا تزيد أعمارهم عن العشرين سنة.وفي هذا الصدد أوضح الناطق باسم المبادرة، محمد النشناش، أن التظاهرات الاحتجاجية الحالية، ومنذ اعتقال متزعميها «أضحت بلا قائدين وهو ما يخلق صعوبة كبرى في التعاطي معها ومحاولات التهدئة والتفاوض».وناشد محمد النشناش الدولة التبصر في تعاطيها مع الملف استحضارا لتاريخها هي التي بادرت إلى «إحداث هيئة الإنصاف والمصالحة. فمن أحدث هكذا هيئة وتمسك بشعار الوطن غفور رحيم لا يمكنه التعاطي وفق مقاربة أمنية قاسية، ولا يمكن لهذا الوطن إلا أن يكون غفورا رحيما مع شبابه، الذين رفعوا شعارات سلمية».ونبه المتحدثان كلاهما إلى فقدان شباب الحسيمة المحتج للثقة في السلطة بسبب تقاعسها في تنزيل «كافة الوعود الممنوحة للمنطقة لتنميتها على أرض الواقع. فهذا اليأس من السلطة ووعودها أفقدهم الأمل وجعلهم يرفضون الوساطات التقليدية ويتشبثون بحدة باستعجالية مطالبهم».وفي ما يهم الانزلاقات، التي عرفتها الاحتجاجات مؤخرا، وأدت إلى مواجهات عنيفة أدت إلى إصابة أفراد قوات الأمن، فاعتبر محمد النشنان «أنها ردود فعل وعنف مضاد لم يؤثرا سلبا على المفهوم البنيوي لسلمية الاحتجاجات». وشدد موضحا :« هؤلاء الشباب سلميون ورددوا شعارات مشروعة ومقبولة في غالبها باستثناءات معدودة . ولا يحملون ذرة فكر انفصالي بل هم يريدون التغيير الإيجابي لمنطقتهم ومن خلالها المغرب. وهم يعكسون حيوية إيجابية لايملك المغرب إلا أن يعتز بها : شباب حيوي وحي».وكانت «المبادرة المدنية من أجل الريف»، قامت بزيارة ميدانية لإقليم الحسيمة أيام  5و6و7و 8 يونيو 2017، وذلك للوقوف على حقيقة الأوضاع بالإقليم. إذ التقت المبادرة بمجموعة من ممثلي الحركة الاحتجاجية المطلبية ومنتخبين ومسؤولين ومحليين وفاعلين جمعويين وحقوقيين وصحفيين وأسر المعتقلين والمعتقلات.