AHDATH.INFO- البيضاء - خاص

"بابا واش ما غاديش نقرا هاد العام.."، سؤال بريء لم يجد له الأب جوابا،لأن من يفترض فيهم إيجاد الجواب لم يتدخلوا، ولم يقوموا بالواجب، ليظل 54تلميذا، ذكورا وإناثا، محرومين من متابعة دراستهم، حتى وإن كانوا يلجونالفصل الدراسي المخصص لهم ويغادروه كما دخلوه.. بكل بساطة لأن النيابةالتابعة لها مدرستهم لم تكلف نفسها عناء إيجاد البديل لأستاذ سبق تكليفهمبتدريسهم، قبل أن يلغى هذا التكليف، ويبقى التلاميذ بدون مدرس يشرف علىتعليمهم وتلقينهم المواد المقررة لهم، في إطار تدريس يزاوج بين مادتيالعربية والفرنسية، ويلقنه أستاذ واحد.. بذريع النقص الذي تعانيه النيابةفي الموارد البشرية.. !!!هي ذي حالة تلاميذ أحد الأقسام البالغ عددهم 54 تلميذا، من مستويي الثالثوالرابع ابتدائي، الذين التحقوا بمدرسة تحمل اسم «مدرسة النور» الكائنةبحد السوالم، والتابعة لنيابة وزارة التربية الوطنية باقليم برشيدوأكاديمية التربية والتكوين بجهة الشاوية ورديغة.. ووجه الاستغراب هنا أنهذه المؤسسة المشيدة حديثا لا تقع في منطقة نائية أو وسط الجبال، بل يبعدمقرها عن مدينة الدارالبيضاء إلا بكلمترات معدودة..!!«طارق» واحد من الآباء الذين اكتووا بنيران الأسئلة الحارقة لابنته، التيتمطرقه بأسئلة يقف عاجزا عن إيجاد جواب شاف عليها.. فما تطأ قدماه عتبةالبيت، حتى يجد ابنته في انتظاره تسأله: "بابا واش ما غاديش نقرا هادالعام"، لتأخذه الحسرة على سنة دراسة مهددة بالضياع من عمر ابنته، إضافةإلى 53 من التلاميذ من زملائها الذين رمته الأقدار بمؤسسة تعليمية لمتوفر لهم من يدرسهم، ليظلوا لمدة أزيد من شهرين بدون أستاذ.وحسب الشكاية التي توصلت بها «الأحداث المغربية»، والموجهة إلى السلطاتالمحلية بالمنطقة، فإن «التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بمستويي الثالثوالرابع ابتدائي بمدرسة النور، لا يتوفرون على معلم يشرف على تعليمهم منذما يزيد من شهرين»، حيث قالت الشكاية إنهم «يقضون جل أوقاتهم بالقسملوحدهم يلعبون». وتضيف الرسالة أن «التلاميذ لم يجروا امتحانات الدورةالأولى وتوصلوا بنتائج»، وصفوها بـ «المزورة».ولم يقف آباء وأولياء تلاميذ القسم المذكور بمدرسة «النور» مكتوفيالأيدي، وإنما طرقوا أبواب الإدارة التي رفع مديرها الراية البيضاء فيوجوههم معلنا عدم قدرته على الاستجابة لتلبية طلبهم، رغم المراسلات التيبعث بها إلى نيابة وزارة التربية الوطنية باقليم برشيد التي صارت الكرةفي مرماها. وعند هذا المعطى تحول شكايات الآباء رأسا إلى النيابة التي لمتتح لهم الفرصة لمقابلة المسؤول عنها، حيث كانوا في كل مرة يفدون عليهايجدون كاتب النائب يعدهم بإيجاد الحل، وتخصيص مدرس لتعويض الأستاذ الذيتم إنهاء تكليفه.. وعندما توالت اتصالاتهم لم يعد الكاتب نفسه يخصص حيزامن وقته لاستقبال الآباء والاستماع إلى شكاويهم..ورغم تعدد زيارات الآباء إلى النيابة، فإن المشكل مازال قائما ليظل أربعةوخمسون تلميذا محرومين من متابعة دراستهم بمستويين ابتدائيين أساسيين،لمدة فاقت الشهرين، دون أن يظهر لهم أي أمل في الأفق يبشرهم بقرب إيجادمخرج لنيل حقهم الدستوري في التعليم.رشيد قبول