AHDATH.INFO - البيضاء - خاصالمغرب في مواجهة الحرب الإلكترونية التي تنفذها الجزائر، عبر جهات موالية لجبهة البولزاريو، المسألة رسمية بعد أن كشفت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون عن ذلك في لقاء نظمته جريدة شليكونوميست»، وهي حرب تستهدف بالخصوص قطاع الشؤون الخارجية الذي شكل صاعا في رأس الجزائر، ودفع برمطان لعمامرة حين توليه حقيبة الخارجية، إلى الكشف عن اعتمادات هائلة وجهت لمخطط وصفه ب «سنة الحسم» في ملف الصحراء.الحرب الأخيرة، بدأت بتسريبات همت مسؤولين كبارا بوزارة الخارجية، واتضح فيما بعد أن هناك حساب يسمي «كريس كولمان 24»، على «تويتر»، يهدد بتسريب ما يصفها بعشرات «الوثائق السرية» للحكومة المغربية، وهو التهديد الذي بدأ بالتفعيل تدريجيا عبر تغريدات متعددة.وبالرغم من عدم وجود ما يمكن وصفه بالسرية المطلقة، لوثائق قد تكون حساسة، إلا أن المتابعين للملف توقعوا أن تكون الجهات المسربة قريبة من ملف الصحراء، على اعتبار أن الاستهداف وطريقة تقديم الإخبار بنشرها، تظهر بشكل واضح أن الجهة تخدم الجهات المعادية للمغرب.الوزير المنتدبة لدى وزير الشوون الخارجية امباركة بوعيدة، والتي تؤكد اختراق حسابها، بعد أن قالت في اللقاء المذكور، أنها تقدمت بشكاية إلى الأمم المتحدة في الموضوع، وأخبرت كذلك أن الحكومة راسلت موقع «تويتر» بشأن هذه الانتهاكات، اتهمت الجزائر بالوقوف وراء هذه الحرب الإلكترونية ضد المغرب.التركيز على الدبلوماسية المغربية، فضح الجهة المستفيدة من هذه التسريبات، وسمحت بتعقب آثارها، والتي قالت بوعيدة أنها تعود إلى شهر مارس الماضي، يوضح حجم التركيز الجزائري على المغرب، ويؤكد مرة أخري أن الاستراتجية التي وضعها رمطان لعمامرة وصادق عليها بوتفليقة، هي الجواب الرسمي للجزائر على المغرب في كل النقاش الدائر حول العلاقات المغربية الجزائرية، والتي تدعى الجزائر أن المغرب يعكرها من خلال اتهامها بالتورط المباشر في قضية الصحراء.الشكاية التي تقدمت بها بوعيدة، ورسالة المغرب لموقع تويتر، جعلت العديد من المتابعين للملف يتساءلون عن طبيعة الاحترازات التي كان المسؤولون في الخارجية يتخذونها فيما يتعلق بوثائق حساسة تهم الخارجية المغربية، وهل الأمر يتعلق بمخطط ضخم يرقى لمعدات حربية أكثر تطورا وحداثة، وظفتها الجزائر من خلال الجهات المنفذة، لاستهداف المغرب ومحاولة إحراجه،  أم أن الأمر يتعلق بتهاون لم يضع في الحسبان ما ذهبت إليه الجزائر.وبالرغم من أن بوعيدة قللت من أهمية الوثائق التي تم نشرها لحد الآن، واعتبرتها قديمة، يتم التحايل خلال نشرها من خلال تزوير تواريخها، مؤكدة أنها لن تحقق مراد الخصوم في عرقلة الدبلوماسية المغربية في دفاعها عن الوحدة الترابية للمملكة، إلا أن ما أقدمت عليه الجزائر في نظر المتابعين للملف، يحدد حجم الإصرار الجزائري على معاكسة المغرب، إنها حرب معلنة، وهي إلكترونية اليوم، فهل من استخلاص للعبر؟.عبد الكبير اخشيشن