أكد الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، مَحمد عبد النباوي، اليوم الأربعاء، 5 يناير 2021، أن التنصيب الرسمي لأعضاءاللجنة الوطنية المكلفة بتطبيق العقوبات المنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة بالإرهاب وانتشار التسلحوتمويلهما، سيرفع من منسوب الثقة والمصداقية اللتين تحظى بهما المملكة المغربية دوليّا في مجال مكافحة الإرهاب.
واوضح الرئيس المنتدب إن التنصيب الرسمي لهذه اللجنة يعد حدثا مهما، ليس فقط لأنه أخرج إلى الوجود آلية وطنية بعمقٍ دولي وصلاحياتٍ تنفيذية لقرارات أممية، ولا لكونه يكشف عن إرادة حقيقة، ويتوج مسارا تراكمياً من الإجراءات العملية في الاستجابة للمعايير الدولية المتعلقةبمكافحة الإرهاب، ولكن لأنه سيرفع كذلك، من منسوب الثقة والمصداقية اللتين تحظى بهما المملكة المغربية دوليا في مجال مكافحة الإرهاب،التي كان من ثمارها منح مجموعة العمل المالي لبلادنا في أبريـل 2019 درجة "أساسي"، بالنسبة للنتيجة المباشرة المتعلقة بمكافحة الإرهابوتمويله، اعترافاً من المنتظم الدولي بنجاعة وفعالية التجربة المغربية في هذا الباب.
وشدد الرئيس المنتدب على أن استشعار السلطات المغربية لأهمية التعاون الدولي في مجال تجفيف منابع الإرهاب والتضييق على مصادر تمويله هو ما يجعل من تنصيب أعضاء اللجنة محط تنويه وتقدير، بالنظر للفعالية التي تم التعاطي بها مع ترسيم عملها في زمن لم يتجاوز ستة أشهر، بدءًا بوضع إطارها القانوني بموجب التعديلات التي أدخلها القانون عدد 12.18 الصادر بتنفيذه الظهير المؤرخ في 8 يونيو2020 على المادة 32 من القانون رقم 43.05 المتعلق بمكافحة غسل الأموال، ومروراً بنشر المرسوم التنظيمي في الجريدة الرسمية بتاريخ 19 غشت 2021، وانتهاء بحدث تنصيب أعضاء اللجنة اليوم.
وأضاف الرئيس المنتدب أن هذه الإجراءات أدت إلى اكتمال حلقة التفاعل التام مع توصيتين أساسيتين من توصيات فريق العمل المالي،ويتعلق الأمر بالتوصية السادسة التي تلزم الدول بتطبيق أنظمة العقوبات المالية الصادرة بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدةوفقا لقرارات مجلس الأمن، وتحديداً تلك التي تتعلق بمنع وقمع الإرهاب وتمويله، ومن أهم تلك القرارات: القرار عدد 2203/1989/1297 والقرارات اللاحقة له في شأن العقوبات المتعلقة بالأشخاص والكيانات التابعة للقاعدة وداعش، والقرار عدد 1988 فيما يخص الأشخاص والكيانات التابعة لحركة طالبان، وتلزم تلك القرارات الدول بأن تجمد دون تأخير الأموال أو الأصول أو الموارد الاقتصادية الخاصة بأيشخص أو كيان مدرج بموجب هذه القرارات.
ويتعلق الأمر، يضيف السيد الرئيس المنتدب، بالتفاعل مع التوصية السابعة التي تلزم الدول بتطبيق العقوبات المالية المستهدفة وفقا لقراراتمجلس الأمن، التي تتعلق بمنع وقمع انتشار أسلحة الدمار الشامل وتمويله، ولاسيما القرار 1718 والقرارات اللاحقة له.
وختم الرئيس المنتدب كلمته بمناسبة تنصيب اللجنة المذكورة، بمقر وزارة العدل بالرباط، بالتأكيد على "أن الجدية التي طبعت تأسيس اللجنةالوطنية، تعد مؤشراً إيجابياً على الوعي بأهمية وحساسية الاختصاصات المنوطة بها، والتي يتوجب على أعضاء اللجنة أن يتوفقوا فيالاضطلاع بها، بما يخدم الأمن والسلم في العالم، ويجعل بلدنا – كما كان دائما – في مقدمة الأمم المدافعة عن السلم والسلام في العالم".