AHDATH.INFO - المحمديةمنبر جديد بات يقدمه العالم الرقمي للتيارات الدينية الباحثة عن أدوات انتشار حديثة .. وضمن خطابات تتأرجح ما بين الوسطية والتشدد لهذه التيارات، اختار الباحث زكرياء اكضيض تركيز ملاحظاته على الحركة السلفية و تمظهرات تموقعها اليوم داخل المجال الرقمي الباحث عن تمرير خطابات للداخل والخارج وفق أساليب حديثة يرى الباحث أنها تنطلق من الفرد لخدمة الجماعة والمشروع.اكضيض الذي اختار خلال مشاركته اليوم السبت 03 يونيو، بالملتقى الوطني الثاني للفلسفة السياسية بالمحمدية، موضوع " الدعوة الدينية في الحقل الرقمي بالمغرب"، نبه المهتمين إلى غياب تتبع المساحة الرقمية الحاضرة اليوم بقوة، والتي تستند على سمات مختلفة و أدبيات جديدة تتجاوز المفاهيم التي أحدثتها مرحلة ما بعد صدمة الحداثة داخل المجتمعات العربية، والتي افرزت اطروحات تتسم بالعنف الديني.الباحث أوضح أن الحضور السلفوي ضمن المجال الرقمي وإن كان يخدم المشروع الحركي ككل، إلا أنه رقميا ينطلق من تجارب فردية بأدوات معاصرة تنوع الجهات المتلقية لهذا الخطاب الذي ينتهي في نهاية المطاف بربح مادي للدعاة الذين تترجم مشاهداتهم المليونية الى أرباح بملايين السنتيمات من عائد مشاهدات اليوتيوب وباقي القنوات، وهو ما دفع الباحث لخلاصة مفادها أن المجتمع اليوم " أمام لاهوت معاصر ينطلق من الخلاص الفردي؛ كوجهة نحو الخلاص الجماعي". أكضيض اعتبر أن الانسان الديني بطبعه شمولي ومحكوم بالحتميات، وهي السمات التي ينقلها اليوم عبر العالم الرقمي، سعيا منه ككل حركة دينية إلى إحلال نسق بديل لما هو موجود، معتبرا أن مفهوم الدعوة الرقمية يعكس مختلف الأفعال الرقمية الراغبة في ترغيب الآخر في نمط ديني معين، وهي امتداد لوجود سابق للخطاب الديني في الراديو والتلفاز.ياسين العمري، حمزة الخالدي وعمر الحدوشي، ثلاثة نماذج اختار أكضيض تقديمها كنموذج يعكس تتبعه للتواجد السلفي المستثمر في العالم الرقمي، مشيرا أنها نماذج متباينة في درجة تشددها وفي الجيل الذي تمثله، لكنها تخدم في النهاية خطابا واحدا يتخذ ألوانا دعوية مختلفةد حيث يمثل حمزة الخالدي نموذج الدعوية السجالية الموجهة لغير السلفيين، وذلك عبر سجال سياسي ثقافي اجتماعي موجه للمؤسسات والأشخاص. الباحث اعتبر أن الفايد يدخل ايضا ضمن الجانب السجالي الداخلي، عبر محاولات لتقديم تفسير للكون بعيد عن سلطة تفسير السلف.اما المثال الثاني لنمط الدعوات الرقميةد فيمثله عمر الحدوشي ضمن خانة الدعوة المعرفية الموجهة للاتباع لتزويدهم بالفهم المستند على الجاهلية المعرفية والبدع، وفقا للأدبيات السلفية الباحثة عبر هذه المنصات عن تمرير مورد يمكن الحركة السلفوية من تقوية هويتها.وفي مثاله الثالث الذي وصفه بالأقوى حضورا، ييرز الداعية ياسين العمري الذي يمثل الدعوة السلوكية الباحثة عن التغلغل في كل الممارسات اليومية، وذلك استنادا على مبدأ التبليغ والاصلاح المعتمد على مورد شمولي يرى الباحث أنه يقوي بالدرجة الأولى أفرادا يمثلون التيار السلفي، قبل أن يصب في خانة التيار الديني ككل.تجدر الإشارة أن أشغال الملتقى الوطني الثاني للفلسفة السياسية، انطلقت أمس الجمعة 02 يونيو، برحاب كلية المحمدية، وذلك بتنظيم من فريق البحث في "فلسفة القانون والفكر السياسي المعاصر" بكلية الآداب والعلوم الانسانية المحمدية، بشراكة مع مؤسسة "كونراد أدناور"، وبتعاون مع مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية "مدى".