AHDATH.INFOتزامنا واحتفالات الشعب المغربي بذكرى تقديم عريضة المطالبة بالاستقلال، والاحتفالات المتميز بالسنة الأمازيغية الجديدة 2974، واحتفاء بإدراج فن الملحون في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لليونيسكو والذي يعد اعترافا دوليا بإرث مغربي أصيل، نظمت الجمعية الرودانية لهواة الملحون والفنون الشعبية، في الفترة الممتدة بين 12 و 13 يناير الجاري، الملتقى الوطني العاشر لفن الكريحة والملحون دورة الحاج احمد نعم ابن المدينة وأحد الرموز التي أعطت الشيء الكثير لهذا الفن المتجذر بين أحيائها ودروبها الشعبية وجدرانها والمعروف بفن الكريحة. الدورة العاشرة تميز بحضور قوي لهواة ومحبي فن الكريحة والملحون بكل مدينة تارودانت، أرفود، مكناس، أسفي، القنيطرة، مراكش ثم مكناس، كما كانت مناسبة جليلة وكما جاء على لسان رئيس الجمعية الرودانية لهواة الملحون الحاج محمد لمين، فرصة لها أكثر من دلالة من أجل الاحتفاء برواد فن الملحون بحاضرة سوس او سوس العالمة كما سماها العلامة المختار السوسي، وكذا بالدور الجليل الذي لعبته المدينة العتيقة وأهلها وناسها في ظهور فن الملحون. الملتقى الوطني العاشر لفن الكريحة والملحون وفي أولى أمسياته والتي شهدتها باحة القاعة الكبرى بالمركب الثقافي والتي ترأسها محمد حمو المدير الجهوي لقطاع الثقافة بجهة سوس ماسة مرفوقا بكل من أحمد أموس المحافظ الجهوي للتراث بالمديرية الجهوية بأكادير محمد لمين رئيس الجمعية الرودانية لهواة الملحون والفنون الشعبية، عرفت العديد من الفقرات المتنوعة وأطباق من فن الملحون، افتتحها الأستاذ محمد لمين وبعد الاستماع الى النشيد الوطني، بكلمة ترحيبية رحب من خلالها المتحدث بالحضور الذي تحمل مشاق السفر من مختلف مناطق المغرب. والمساهمة في إنجاح الدورة تخليدا واعتراف لروح الحاج أحمد نِعْمَ على اعتباره أحد الرموز التي أعطت الشيء الكثير ليس فقط لفن الكريحة والملحون بل لكافة الفنون الشعبية والصوفية التي تزخر بها تارودانت، كما جند جزء كبير من حياته قيد حياته من أجل استمرار فن الملحون وصيانته والاحتفاظ به بالذاكرة الرودانية.كما شهدت الأمسية الأولى من الملتقى في نسخته العاشرة فقرة الاعتراف بالجميل، حيث تم تكريم روح المرحوم الحاج أحمد نِعْمَ في شخص ابن المحتفى البار عزيز نِعٔمَ برفقة أفراد عائلة الفقيد، كما عرف الحفل تكريم كل من الناظم والمنشد سيدي الحاج توفيق أبرام من مدينة سلا، الفنانة المقتدرة فاطمة حداد من مدينة القنيطرة، أما التقديم فكان للفنان خالد ولد الرامي رئيس جمعية سبعة رجال بمراكش. وفي ختام الأمسية الملحونية تلا الحاج محمد لمين رئيس الجمعية الرودانية لهواة الملحون، برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى السدة العالية بالله صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله، عبر من خلالها عن المجهودات التي بذلتها المملكة المغربية الشريفة لإدراج فن الملحون في قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو كتراث ثقافي للبشرية.عمل في حد ذاته اعتراف بحمولة فن الملحون التاريخية والإنسانية ولحفظه من السطو والسرقة من طرف جهات خارجية. استمرت فقرات الملتقى الوطني العاشر والمنظم من طرف الجمعية الرودانية لهواة الملحون، بدعم من المجلس الجماعي وبتعاون من المجلس الإقليمي بتارودانت والمديرية الجهوية للثقافة ـ قطاع الثقافة ــ، بتنظيم أمسية ثانية تحت عنوان " النزاهة "، احتضنها في اليوم الثاني من الملتقى رياض نعم بحي أولاد اغزال خارج أسوار المدينة العتيقة، استمتع من خلالها الحضور بفن الكريحة من أداء جمعية الدقة الرودانية وإحياء التراث، ثم قصائد من فن الملحون ثم إيقاعات موسيقية شعبية، قبل أن تختتم فقرات الملتقى بتقديم وجبة " تاكلا " للضيوف احتفاء بالسنة الأمازيغية الجديدة.