قال صلاح الدين أبو الغالي عضو القيادة الثلاثية في الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة في أول خروج رسمي بعد مؤتمر البام من الرحامنة، أن قيادة البام منكبة على إعادة النظر في الرؤية السياسية والفلسفية لحزب الأصالة والمعاصرة وتحديثها، بما يتناسب مع روح حركة لكل الديموقراطيين وتطلعات المغرب المستقبلية، مبرزا أن الأمر لا يتعلق بمجرد تغيير سطحي، بل بتحول جذري يتوافق مع الزمن ويستجيب لتطلعات المواطنين. كما سيسعى برنامج العمل إلى تعزيز المشاركة الشعبية في الحزب، فلا يمكننا أن نتقدم ونتطور من دون مشاركة فاعلة من جميع المناضلات والمناضلين والأعضاء الجدد الذين يطمحون في الولوج إلى مراكز القرار داخل الحزب.وأكد أبو الغالي أن الحزب عازم على دعم منتخبي الحزب في رئاسة الجماعات، قانونيا وماليا وسياسيا، من أجل تعزيز مساهمتهم في التنمية المحلية.مع العمل على إشراك الأكاديميين والخبراء والمفكرين في المناقشات السياسية الكبرى. ملوحا بأن تحليل أداء أعضاء الحزب قادته (الحزب) إلى اختيار الجبهات التي ستوجه موارده إليها، والأهداف المحددة في تنفيذ خطة العمل.وتناولت كلمة أبو الغالي بالمناسبة، النقاش المجتمعي الواسع حول تعديل مدونة الأسرة، ما يعكس تفاعلا إيجابيا بين مختلف شرائح المجتمع المغربي، مذكرا بدور الحزب الريادي بما يمتلكه من جرأة وقوة اقتراحية في هذا النقاش بما يضمن الحقوق و المساواة والأمن الروحي للمغاربة، منوها بأن البام قد يكون حزبا حداثيا وديمقراطيا لكنه يتبنى هذا التوجه على سنة الله ورسوله، مع الافتخار بكل الإحرازات التي وصلت إليها المرأة المغربية في كل المجالات.وقال أبو الغالي في هذا السياق ‘‘ان النقاش حول تعديل مدونة الاسرة، وإن كان صحيا و إيجابياً على وجه العموم، فإنه لم ولن يخلو من الاصطياد في المياه العكرة من طرف بعض الخصوم السياسين الذين عمدوا، بعد ان تبين لهم ان حجتنا هي الأحق و لله الحجة البالغة، إلى تأجيج النقاش والتحريض على العنف الرمزي والتهديد بالاحتجاجات، وهذا لا يستقيم مع أدبيات الحوار العمومي و مبدأ النقد البناء و الاحتكام إلى آلية المؤسسة التشريعية‘‘ مضيفا أن هذه السلوكات لا تعكس سوى ‘‘فشلهم في إقناع المغاربة بمشروعهم الماضاوي الذي يكمن في قياس مجتمعنا على مجتمع القرن العباسي، و هذا ضرب من ضروب العبث و لا يزيدنا إلا ايماناً و تشبتا بأخلاق ديننا السمح و بالغايات القرانية و التي تتجلى معضمها في العدل و التقوى بمفهوم الكف عن الاعتداء ورفع الإكراه على الناس و الحرية و ترك الحساب إلى الله‘‘.وختم عضو القيادة الثلاثية للبام كلمته، بالتنويه بالرسالة الملكية الموجهة لرئيس الحكومة عند تشكيل اللجنة المختصة بتعديل المدورنة والتي جاء فيها أن جلالته حريص "على ان يتم ذلك في إطار مقاصد الشريعة الإسلامية و خصوصيات المجتمع المغربي و ان يتم الاعتماد على فضائل الاعتدال و الاجتهاد المنفتح و التشاور و الحوار و إشراك جميع المؤسسات و الفعاليات المعنية" ، والحال أن النقاش حول تعديل مدونة الأسرة ينبغي ان يكون بناءً و فرصة للنهوض بالأسرة و بالرجل و المرأة و الطفل، وبدون مزايدات من شأنها إقصاء و لو مغربية واحدة أو مغربي واحد و بدون تخوين أي شخص أو اتهامه بالعمالة و المناورات لصالح أهداف خارجية.