كما عاين ذلك موقع "أحداث أنفو" بعدد من الأسواق بالدار البيضاء، تراوح سعر الكيلوغرام الواحد من الطماطم ما بين 9 إلى 13 درهما، وذلك حسب حجم الحبة الواحدة، وكذلك حسب نوعية الأسواق، إذ يرتفع السعر كلما تم الانتقال من منطقى شعبية إلى منطقة أرقى.

هذا الارتفاع الصاروخي كان له وقع المفاجأة على المستهلكين، لاسيما أنه يأتي بعد فترة شهدت فيها أسعار الطماطم انخفاضا إلى ما دون 5 دراهم للكيلوغرام الواحد.

أسباب هذا الارتفاع القياسي تعود إلى انتهاء موسم الإنتاج، خلال هذه الفترة، بينما يستعد المنتجون لموسم آخر، لاسيما بجهة سوس يمتد من شهر يونيو إلى شهر شتنبر المقبل، يرد رئيس الفيدرالية البيمهنية لمنتجي الخضر والفواكه الحسين أضرضو، في تصريح لموقع "أحداث أنفو"، قبل أن يتدارك قائلا " صحيح أن العرض خلال الفترة الفاصلة بين موسم إنتاج والموسم الذي يليه، لكن في العادة تقوم مناطق أخرى من قبيل دكالة وشيشاوة من تقليص الخصاص، لكن هذه المرة لم يحدث أي شئ من ذلك، ربما بسبب قلة الماء بهذه المناطق بالنظر إلى الجفاف الذي عرفه المغرب".

لكن هذه الأسباب ليست مسسؤولة لوحدها عن قلة العرض، يسترسل أضرضور، لافتا إلى أن الموسم عانى كذلك من تداعيات انتشار حشرة "توتا ابسولتا" وكذلك من انتشار فيروس خفي يدعى " توبريف "، ضرب عدة مناطق بأكادير.

بالنسبة للحشرة، فكانت هذا الموسم نهمة بالنظر إلى أنها تقتات في العادة على الأعشاب، ولكن أمام قلة هذه الأخيرة بسبب الجفاف، انتقلت إلى التهام الطماطم، وأما بالنسبة ل"توبريف"، فهو فيروس خفي غدا أكثر شراسة مع ارتفاع الحرارة خلال الفترة الماضية، يوضح المصدر ذاته، داعيا إلى استعمال بذور ملقحة لتعزيز مقاومة الطماطم ضد هذا الفيروس الخطير.

إلى جانب هذه العوامل كلها،هناك من يعتبر أن التصدير سببا في قلة العرض بالأسواق المحلية ومن ثم ارتفاع الأسعار. هذا الطرح لايتفق معه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي.

هذا الأخير تساءل في حوار سابق مع "أحداث أنفو" "كم نصدر إلى موريتانيا ؟وكم نصدر إلى السنغال؟ وكم نصدر إلى إفريقيا؟، بل وكم نصدر إلى فرنسا وبريطانيا؟ ما يذهب إلى موريتانيا ضئيل، مستنتجا بالقول " لو كان الأمر يتعلق بالتصدير ما كان المغرب يذهب للبحث عن أسواق أخرى.. هذه"إشاعات.خاوية مائة في المائة".ثم الآن وفي الوقت الذي تراجعت أسعار الطماطم، نلاحظ ارتفاع التصدير إلى فرنسا، إلى بريطانيا وغيرها إذن كيف نفسر ذلك؟".